هذا حديثٌ غريبٌ. وقد رَوَى الأعْمَشُ عن حَبِيبِ بن أبي ثابتٍ، عن أبي صَالحٍ، عن النبيِّ ﷺ مُرْسلًا.
وقد فَسَّرَ بَعْضُ أهْلِ العلمِ هذا الحديثَ: إذا اطُّلِعَ عَليْهِ فَأعجبَهُ، إنما مَعْناهُ: أنْ يُعْجبَهُ ثَناءُ النَّاسِ عَليْهِ بالخَيْرِ، لِقَوْلِ النبيِّ ﷺ:"أنْتُمْ شُهدَاءُ اللهِ في الأرْضِ"(١) فَيُعْجِبُهُ ثَناءُ النَّاسِ عَليْهِ لِهذا، فأمَّا إذا أعْجبَهُ لِيَعْلَمَ النَّاسُ مِنْهُ الخَيْرَ ويُكرَم ويُعظّمَ على ذلك، فهذا رِياءٌ. وقال بَعْضُ أهْلِ العلمِ: إذا اطُّلِعَ عَليْهِ فَأعْجبَهُ رَجاءَ أنْ يُعْملَ بِعملِه، فَيكُونُ لهُ مِثْلُ أُجُورِهم، فهذا لهُ مَذْهبٌ أيْضًا.
٤١ - باب المَرْءُ مَعَ من أحبَّ
٢٥٤٣ - حَدَّثَنا أبو هِشامٍ الرِّفاعيُّ، حَدَّثَنا حَفْصُ بن غِياثٍ، عن أشعثَ، عن الحَسنِ
عن أنَسِ بن مَالكٍ، قال: قال رَسولُ اللهِ ﷺ: "المَرْءُ مَعَ من أحَبَّ، ولهُ مَا اكْتَسبَ"(٢).
وفي البابِ عن عَليٍّ، وعَبد اللهِ بن مَسْعُودٍ، وصَفْوانَ بن عَسَّالٍ، وأبي هُريرةَ، وأبي موسى.
= عن النبي ﷺ مرسلًا كما قال المصنف. وأخرجه ابن ماجه (٤٢٢٦). وهو في "صحيح ابن حبان" (٣٧٥). والرواية المرسلة أوردها البخاري في "التاريخ الكبير" ٢/ ٢٢٧ - ٢٢٨. (١) سلف برقم (١٠٨٠). (٢) حديث صحيح، وأخرجه أحمد (١٣٣٦٢)، وابن حبان (٥٦٤).