هذا حديثٌ غريبٌ لا نَعْرِفهُ إلا من هذا الوَجْهِ من حديثِ القَاسمِ بنُ الفَضْلِ.
وقد قيلَ: عن القاسمِ بنُ الفَضْلِ، عن يُوسفَ بنُ مازنٍ.
والقاسمُ بنُ الفَضلِ الحُدَّانيُّ: هو ثقةٌ، وثَّقهُ يحيى بنُ سعيدٍ وعَبد الرحمنِ بنُ مَهدِيٍّ. ويُوسفُ بنُ سَعدٍ رَجُلٌ مجهُولٌ، ولا نعرفُ هذا الحديثَ على هذا اللَّفظ إلا من هذا الوجهِ.
٣٦٤٥ - حدَّثنا ابن أبي عُمرَ، قال: حدَّثنا سُفيانُ، عن عَبدةَ بن أبي
= تعيينه، فقيل: يوسف بن سعد، وقيل: يوسف بنُ مازن الرَّاسبي، وقيل: عيسى بن مازن، ويوسف بن سعد هذا روى عنه جمع، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن معين وابن حبان، وقال المصنِّف: هو رجل مجهول. ويوسف بن مازن الرَّاسبي لم يرو عنه غير اثنين، وقال ابن معين: مشهور. كذا فَرَّقَ بينهما البخاري وابن أبي حاتم، ومال إليه الحافظ ابن حجر، وعَدَّهما الحافظ المِزِّي واحدًا، وقال الحافظ ابن كثير في "تفسيره" ٨/ ٤٦٣ بعد أن ساق الاختلاف المذكور فيه: وهذا يقتضي اضطرابًا في هذا الحديث، ثم هذا الحديث على كل تقدير منكر جدًا، قال شيخنا الإمام الحافظ أبو الحجَّاج المزي: هو حديث منكر. ثم ذكر ابن كثير وجوهًا أخرى في تعليل الحديث من حيث متنه. وأخرجه الطبري في "تفسيره" ٣٠/ ٢٥٠، والطبراني في "المعجم الكبير" (٢٧٥٤)، والحاكم ٣/ ١٧٠ - ١٧١ و ١٧٥، والبيهقي في "دلائل النبوة" ٦/ ٥٠٩ - ٥١٠، والمزي في "تهذيب الكمال" ٣٢/ ٤٢٨ من طريق عن القاسم بن الفضل الحُدَّاني، بهذا الإسناد. ووقع في روايتهم جميعًا إلا الطبري: "يوسف بن مازن الراسبي" بدل: "يوسف بن سعد"، ووقع في رواية الطبري: "عيسى بن مازن". وقد روي الحديث بنحوه من غير هذا الوجه عن الحسن بن علي، وأضربنا عن ذكره لشدة ضعفه ونكارته.