عن أنسِ بنِ مالِكٍ، أنَّ عَمَّهُ غابَ عن قتالِ بدرٍ، فقال: غِبْتُ عن أوَّلِ قتالٍ قاتَلَه رسولُ اللهِ ﷺ المُشْرِكينَ، لَئِنِ اللهُ أشْهَدَنِي قتالًا للمُشْرِكينَ، لَيَرَينَّ اللهُ كيفَ أصْنَعُ، فلَمَّا كان يومُ أُحُدٍ، انْكَشَفَ المسلمونَ، فقال: اللهُمَّ إنِّي أَبْرَأ إليكَ مِمَّا جاؤوا (١) بهِ هؤلاءِ، يَعْنِي المُشْرِكِينَ، وأعْتَذِرُ إليكَ مِمَّا صَنَعَ هؤلاءِ يعني أصحابَه، ثمَّ تَقَدَّمَ فلقِيَهُ سعدٌ، فقال: يا أخي ما فَعَلتَ فأنا مَعَكَ، فلم أسْتَطِعْ أنْ أصْنَعَ ما صنَعَ، فوُجِدَ فيه بِضْعٌ وثمانونَ بَينَ ضَرْبَةٍ بِسَيفٍ وطَعْنَةٍ بِرُمْحٍ ورَمْيَةٍ بِسَهمٍ، فكُنَّا نقولُ فيه وفي أصحابه نَزَلَتْ: ﴿فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ﴾ [الأحزاب: ٢٣] قال يزيدُ: يعني الآية (٢).
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
واسمُ عَمِّهِ: أنسُ بنُ النَّضْرِ.
٣٤٨٠ - حدَّثنا عبدُ القُدُّوسِ بنُ محمدٍ العَطارُ البَصْرِيُّ، قال: حدَّثنا عمرُو بنُ عاصمٍ، عن إسحاقَ بنِ يحيى بنِ طَلْحَةَ، عن موسى بنِ طَلحةَ قال:
دَخَلْتُ على مُعاوِيَةَ فقال: ألا أُبَشِّرُكَ؟ قلتُ: بلى، قال:
(١) في "المسند" وغيره: "جاء" وهو الجادة، وما هنا يخرج على لغة بني الحارث كما في "شرح ابن عقيل" ٢/ ٧٩. (٢) إسناده صحيح، وأخرجه البخاري (٢٨٠٥)، والنسائي في "الكبرى" (١١٤٠٣). وهو في "المسند" (١٣٠٨٥).