قال:"يَخْرُجُ ما بَيْنَ الشَّامِ والعِراقِ، فَعاثَ يَمِينًا وشِمالًا، يا عِبادَ اللهِ البَثوا (٣). قُلْنا: يا رَسولَ اللهِ وما لَبْثُه في الأرْضِ؟ قال: "أرْبَعِينَ يَوْمًا، يَوْمٌ كَسَنةٍ، ويَوْمٌ كَشْهرٍ، ويَوْمٌ كَجُمُعةٍ، وسَائرُ أيَّامِه كأيَّامِكُمْ". قال: قُلْنا: يا رَسولَ اللهِ، أرَأيْتَ اليَوْمَ الَّذِي كالسَّنةِ أتكْفِينا فيهِ صَلاةُ يَوْمٍ؟ قال: "لا، وَلكنِ اقْدُرُوا لهُ".
قلْنا: يا رَسولَ الله، فَما سُرْعَتُه في الأرْضِ؟ قال: "كالغَيْثِ اسْتَدْبَرتْهُ الرِّيحُ، فَيأْتِي القَوْمَ فَيدْعُوهُمْ فَيُكذِّبُونَهُ، ويَرُدُّونَ عَليْهِ قَوْلَهُ، فَينْصرِفُ عَنهُمْ، فَتَتبعُه أمْوالُهُمْ، فَيُصْبحُونَ لَيْسَ بأيْدِيهِمْ
(١) في "صحيح مسلم": "أخْوفُني عليكم"، وفي "المسند": "أخْوفُ مني عليكم". (٢) في هامش (ل): أي: باقية في موضعها صحيحة، وإنما ذهب نظَرُها وإِبْصارُها. وفي "صحيح مسلم" و"المسند": "طافئة"، بهمز، أي: لا نور لها، قال السندي: أو بلا همز، مرتفعة عن محلها. (٣) في "صحيح مسلم" و"المسند": "اثبتوا"، قال ابن العربي: هذا من كلام النبي ﷺ تثبيتًا للخَلْق، وقال القرطبي: اثبتوا، أي: على الإسلام يُحذِّرهم من فتنته.