٢١١٧ - حَدَّثَنا محمدُ بن المُثنَّى وَعَبد اللهِ بن عَبد الرحمنِ، قَالا: حَدَّثَنا يحيى بن حَمَّادٍ، قَال: حَدَّثَنا شُعبةُ، عن أبانِ بن تَغْلبٍ، عن فُضَيْلِ بن عَمْرٍو، عن إبراهيمَ، عن عَلْقمةَ
عن عَبد اللهِ، عن النبيِّ ﷺ قال:"لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ من كَانَ في قَلْبهِ مِثْقالُ ذَرَّةٍ من كِبْرٍ، وَلا يَدْخُلُ النَّارَ يَعْني من كانَ في قَلْبهِ مِثْقالُ ذَرَةٍ من إيمانٍ". قال: فقال رَجُلٌ: إنَّه يُعْجِبُنِي أنْ يكُونَ ثَوبي حَسنًا وَنَعْلي حَسنةً، قال:"إنَّ الله يُحِبُّ الجَمالَ، ولكِنِ الكِبْرُ من بَطِرَ الحَقَّ، وغَمَصَ النَّاسَ"(١)(٢).
هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ غريبٌ.
٢١١٨ - حَدَّثَنا أبو كُريْبٍ، قال: حَدَّثَنا أَبو مُعاويةَ، عن عُمرَ بن راشدٍ، عن إياسٍ بن سَلمةَ بن الأكْوعِ
عن أبيهِ، قال: قال رَسولُ اللهِ ﷺ لا يَزالُ الرَّجُلُ يَذْهَبُ
(١) حديث صحيح، وأخرجه مسلم (٩١) (١٤٧) و (١٤٩)، وهو في "المسند" (٤٣١٠)، و"صحيح ابن حبان" (٥٤٦٦)، ولفظه عند مسلم وابن حبان: "إن الله جميلٌ يحب الجمالَ … "، وبطر الحق: دفعه وإنكاره ترفعًا وتجبرًا، وغمص الناس: احتقارهم، وفي رواية مسلم: وغمط الحق، وهو بمعنى الغمص. (٢) جاء في المطبوع عقب هذا: "وقال بعضُ أهل العلم في تفسير هذا الحديث: "لا يدخل النار من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان" إنما معناه لا يُخَلَّدُ في النار، وهكذا رُوي عن أبي سعيد الخدري، عن النبيِّ ﷺ، قال: "يخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان"، وقد فسر غيرُ واحد من التابعين هذه الآية ﴿رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ﴾ [آل عمران: ١٩٢] فقال: من تُخلَّدُ في النار، فقد أخزيتَه.