وَلا نَعْلمُ أحدًا رَفعهُ غَيْرَ أيُّوب السَّخْتِيانيِّ (١)، وقال إسماعيلُ بن إبراهيم: كانَ أيُّوبُ أحْيانًا يَرْفعهُ، وَأحْيانًا، لا يَرْفَعهُ.
والعملُ على هذا عِنْدَ أكْثَرِ أهْلِ العلمِ من أصْحابِ النبيِّ ﷺ وَغَيْرِهِمْ: أنَّ الاسْتِثناءَ إذا كانَ مَوْصُولًا باليَمِينِ، فَلا حِنْثَ عَليْهِ، وهو قَوْلُ سُفيانَ الثَّوْرِيِّ، والأوْزَاعيِّ، وَمَالكِ بن أنَسٍ، وَعَبد اللهِ بن المُباركِ، وَالشَّافِعيِّ، وَأحمدَ، وَإسحاقَ.
١٦١٢ - حَدَّثَنا يحيى بن موسى، قَال: أخبرنا عَبد الرَّزَّاقِ، قَال: أخْبرنا مَعْمرٌ، عن ابن طاوُوسٍ، عن أبيهِ
عن أبي هُريرةَ، أنَّ رَسولَ اللهِ ﷺ قال:"من حَلَفَ، فقال: إنْ شاءَ اللهُ، لم يَحْنَثْ"(٢).
سَألْتُ محمدَ بن إسماعيلَ عن هذا الحديثِ، فقال: هذا حديثٌ خَطأٌ، أخْطَأَ فيهِ عَبد الرَّزَّاقِ، اخْتَصرهُ من حديثِ مَعْمرٍ (٣)،
= صاحبه، وإن كان غيرَ موصول، فهو حانثٌ. (١) كذا قال المصنف ﵀، ونقل في "علله الكبير" ٢/ ٦٥٥ - ٦٥٦ عن شيخه البخاري، أنه قال: أصحاب نافع رووا هذا عن نافع عن ابن عمر موقوفًا إلا أيوب، فإنه يرويه عن نافع عن ابن عمر، عن النبي ﷺ. قلنا: هذا غير مسلم لهما، فقد تابعه على رفعه كثير بن فرقد عند النسائي ٧/ ٢٥ والحاكم ٤/ ٣٠٣، وأيوب بن موسى عند ابن حبان (٤٣٤٠) وهما ثقتان. (٢) حديث صحيح، وأخرجه ابن ماجه (٢١٠٤)، والنسائي ٧/ ٣٠ - ٣١، وهو في "مسند أحمد" (٨٠٨٨)، و"صحيح ابن حبان" (٤٣٤١). (٣) كذا قال البخاري ﵀، والذي رواه الإمام أحمد في "مسنده" عن =