عن جابرِ بن عبدِ الله، قال: أخَذَ النبيُّ ﷺ بيَدِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ عوفٍ، فَانطَلَقَ به إلى ابنهِ إبراهيمَ، فوَجَدَهُ (١) يجودُ بنَفْسِهِ، فأخَذَهُ النبيُّ ﷺ فوَضَعَهُ في حِجْرِهِ فبَكَى، فقال لهُ عبدُ الرَّحْمنِ: أتَبْكِي؟ أوَ لم تكُن نَهَيْتَ عن البُكاءِ؟ قال:"لا، ولكِنْ نَهَيْتُ عن صَوتَيْنِ أحمقَيْنِ فاجِرَيْنِ: صَوْتٍ عِنْد مُصِيبةٍ، خَمشِ وجُوهٍ، وَشَقِّ جُيُوبٍ، ورَنَّةِ شَيْطانٍ"(٢).
وفي الحديثِ كَلامٌ أكثَرُ من هذا.
(١) في (د) ونسخة على هامش (أ): "فوُجد". (٢) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن أبي ليلى - وهو محمد بن عبد الرحمن -. وذكر الترمذي في هذه الرواية أحد الصوتين، واختصر الآخر. وأخرجه عبد بن حميد (١٠٠٦) من طريق ابن أبي ليلى، عن عطاء، عن جابر، وفيه: قال: لا، ولكن نَهيتُ عن النوح، وعن صوتين أحمقين فاجرين: صوتٍ عند نعمة؛ لهو ولعب ومزامير شيطان، وصوتٍ عند مصيبةٍ؛ خمشِ وجوه، وشق جيوب، ورنَّةِ شيطان … وهو في "المستدرك" ٤/ ٤٠، و"سنن البيهقي" ٤/ ٩٦ ومسند الطيالسي (١٦٨٣)، والبغوي في "شرح السنة" ٥/ ٤٣٠ - ٤٣١. وله شاهد من حديث أنس بن مالك عند البزار (٧٩٥) بلفظ: "صوتان ملعونان في الدنيا والآخرة: مزمار عند نعمة، ورنة عند مصيبة". وسنده حسن في المتابعات، وقال المنذري والهيثمي: رجاله ثقات. وانظر حديث عبد الله بن مسعود السالف برقم (١٠٢٠).