للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فهذه الآثار بمجموعها تدل على أنَّ عليًّا يوقع طلاق الثلاث المجموعة دخل بالمرأة أو لم يدخل، والله أعلم.

الرابع: المروي عن عبد الله بن مسعود :

١ - عن ابن مسعود فيمن طلق امرأته ثلاثًا قبل أن يدخل بها قال: «لَا تَحِلُّ لَهُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ» (١).


(١) رواه:
١ - الطحاوي في «شرح معاني الآثار» (٣/ ٥٨) حدثنا صالح بن عبد الرحمن، قال: ثنا سعيد بن منصور، قال: ثنا سفيان، وأبو عوانة، عن منصور، عن أبي وائل، عن عبد الله ، فذكره إسناده صحيح، وصححه العيني في «نخب الأفكار في تنقيح مباني الأخبار» (١١/ ٦١).
٢ - سعيد بن منصور (١٠٧٦) (١/ ٣٠٣) عن سفيان، وحماد بن زيد، وأبي عوانة، وعبد الرزاق (١١٠٦٤) وابن أبي شيبة (٥/ ٢٣) عن سفيان بن عيينة والطحاوي في «شرح معاني الآثار» (٣/ ٥٩) عن يونس عن سفيان يروونه عن عاصم، عن أبي وائل، عن ابن مسعود وإسناده حسن، رواته ثقات عدا عاصم بن أبي النجود صدوق له أوهام.
٣ - ابن أبي شيبة (٥/ ٢٢) نا وكيع، عن سفيان، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله قال: «إِذَا طَلَّقَهَا ثَلَاثًا قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ بِهَا فَهِيَ بِمَنْزِلَةِ الْمَدْخُولِ بِهَا»، وتابع وكيعًا عبد الرحمن بن حماد عند البيهقي (٧/ ٣٣٥)، وعبد الرحمن بن حماد بن شعيب البصري قال أبو حاتم: ليس بالقوي، وقال أبو زرعة: لا بأس به، وذكره ابن حبان في ثقاته.
وتقدمت رواية عاصم بن أبي النجود للأثر عن أبي وائل شقيق بن سلمة فهل ذكر زر بن حبيش من أوهام عاصم يحتمل، والله أعلم.
٤ - سعيد بن منصور (١٠٨٥) (١/ ٣٠٥) حدثنا خالد بن عبد الله، وهشيم، عن خالد الحذاء، عن عزرة، عن ابن مسعود في رجل طلق امرأته ثلاثًا قبل أن يدخل بها قال: «لَا تَحِلُّ لَهُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ». رواته ثقات عدا عزرة، فإن كان ابن قيس فهو ضعيف ويروي عن ابن مسعود بواسطة. جاء في ترجمته في الكامل: عزرة بن قيس اليحمدي أزدي بصري ضعيف … قال البخاري: عزرة بن قيس سمع أم الفيض [مولاة عبد الملك بن مروان] قالت: سمعت عبد الله بن مسعود عن النبي : لا يتابع عليه، وعزرة هذا أيضًا لا يعرف إلا بهذا الحديث الذي ذكره البخاري.
وقال ابن حبان في «المجروحين»: منكر الحديث على قلته لا يعجبني الاحتجاج به إذا انفرد وإن اعتبر معتبر بما لم يخالف الأثبات لم أر به بأسًا … سئل يحيى بن معين عن عزرة بن قيس فقال:
لا شيء.
٥ - سعيد بن منصور (١٠٨٦) حدثنا عتاب بن بشير، قال: أنا خصيف، عن زياد بن أبي مريم، عن ابن مسعود في الرجل يطلق امرأته جميعًا ولم يكن دخل بها قال: هي ثلاث، فإن طلق واحدة ثم ثنى وثلث لم يقع عليها لأنها بانت بالأول، إسناده ضعيف.
عتاب بن بشير قال الحافظ: صدوق يخطئ، وخصيف بن عبد الرحمن الجزري الحراني قال الحافظ: صدوق سيئ الحفظ، خلط بآخره، وزياد بن أبي مريم ترجم له في التهذيب فقال: زياد
ابن أبي مريم الجزري، عن عبد الله بن معقل بن مقرن عن ابن مسعود- … قال العجلي: تابعي ثقة، وذكره ابن حبان في «الثقات» … ورواه خصيف، عن زياد بن أبي مريم أيضًا … قال عبد الرحمن بن عون بن حبيب الحراني: كان زياد بن الجراح رجلا من أهل الحجاز من موالي عثمان، وكان زياد بن أبي مريم رجلا من أهل الكوفة … قال الدارقطني: زياد بن أبي مريم ثقة، وأما البخاري فجعل اسم أبي مريم الجراح وأختار أنهما رجل واحد وتبعه على ذلك ابن حبان في الثقات والأظهر أنهما اثنان، فزياد يروي عن ابن مسعود- بواسطة، والله أعلم.

<<  <   >  >>