كتاب أحكام الطلاق (الطلاق السني والطلاق البدعي)

شروط الطلاق السني - الشرط الأول: أن يطلقها طاهرا إلا إذا لم يوجد خلوة أو دخول - ص: 207

وجه الاستدلال: كالذي قبله.

الدليل الثالث: عن ابن مسعود ﵁ قال: [فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ] (الطلاق: ١) قال: «طَاهِرًا مِنْ غَيْرِ جِمَاعٍ» (١).

---

= عن علي، عن ابن عباس ﵄، في قوله: [فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ] يقول: «لَا يُطَلِّقُهَا وَهِيَ حَائِضٌ، وَلَا فِي طُهْرٍ قَدْ جَامَعَهَا فِيهِ، وَلَكِنْ يَتْرُكُهَا حَتَّى إِذَا حَاضَتْ وَطَهُرَتْ طَلَّقَهَا تَطْلِيقَةً، فَإِنْ كَانَتْ تَحِيضُ فَعِدَّتُهَا ثَلَاثُ حِيَضٍ، وَإِنْ كَانَتْ لَا تَحِيضُ فَعِدَّتُهَا ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ، وَإِنْ كَانَتْ حَامِلًا، فَعِدَّتُهَا أَنْ تَضَعَ حَمْلَهَا» مرسل إسناده ضعيف.
أبو صالح عبد الله بن صالح صدوق كثير الغلط، ومعاوية بن صالح الحضرمي صدوق له أوهام وعلي بن أبي طلحة صدوق يخطئ ولم يسمع من ابن عباس ﵄ فروايته مرسلة.
٣ - ابن جرير الطبري في تفسيره (٢٨/ ٨٣) حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، عن داود بن حصين، عن عكرمة، عن ابن عباس ﵄ «أَنَّهُ كَانَ يَرَى طَلَاقَ السُّنَّةِ طَاهِرًا مِنْ غَيْرِ جِمَاعٍ، وَفِي كُلِّ طُهْرٍ، وَهِيَ الْعِدَّةُ الَّتِي أَمَرَ اللهُ بِهَا» إسناده ضعيف، سفيان بن وكيع لا يحتج بحديثه قال الحافظ ابن حجر: كان صدوقًا إلا أنَّه ابتلي بوراقه فأدخل عليه ما ليس من حديثه فنصح فلم يقبل فسقط حديثه. ورواية داود بن حصين، عن عكرمة ضعيفة وفيه أيضًا عنعنة ابن إسحاق.
(١) رواه:
١ - سعيد بن منصور (١٠٥٧) (١/ ٢٩٨) عن هشيم وعبد الرزاق (١٠٩٢٧) وابن المنذر في «الأوسط» (٧٦٠٣) عن الثوري والإمام أحمد - مسائله رواية ابنه أبي الفضل صالح (١٦٠٦) - عن أبي معاوية محمد بن خازم وابن إدريس عند الطبري في تفسيره (٢٨/ ٨٣) وابن نمير عند ابن المنذر في «الأوسط» (٧٦٠٢) يروونه عن الأعمش، عن مالك بن الحارث عن عبد الرحمن بن يزيد عن ابن مسعود ﵁ قال:] فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ [قال: «طَاهِرًا مِنْ غَيْرِ جِمَاعٍ» إسناده صحيح.
وصحح إسناده الحافظ ابن حجر في «الفتح» (٩/ ٣٤٦)، والألباني في «الإرواء» (٢٠٥١).
٢ - الدارقطني في سننه (٤/ ٦) نا أحمد بن كامل، نا عبد العزيز بن عبد الله الهاشمي، نا عبد الله بن جعفر، نا مروان بن معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله بن مسعود ﵁، قال: «الطَّلَاقُ لِلسُّنَّةِ أَنْ يُطَلِّقَهَا طَاهِرًا مِنْ غَيْرِ جِمَاعٍ أَوْ حَبَلٍ قَدْ تَبَيَّنَ» فيه شذوذ في المتن والسند، أبو بكر أحمد بن كامل قال عنه تلميذه الدارقطني: كان يعتمد حفظه، ويحدث من حفظه بما ليس في كتبه؛ وذاك أنَّه لا يعد لأحد وزنًا من الفقهاء وغيرهم. وترجم له الذهبي =