وقرأ «﴿الرِّياحَ﴾»(١) بالجمع نافع، وكذا أبو جعفر، وسبق في «البقرة».
واختلف في ﴿خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ،﴾ و ﴿خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ﴾ في «النّور»(٢) فحمزة والكسائي وكذا خلف بألف بعد الخاء وكسر اللاّم ورفع القاف اسم فاعل، وخفض ﴿السَّماواتِ﴾ على الإضافة، «﴿الْأَرْضِ﴾» عطفا عليه، وخفض «﴿كُلِّ﴾ ّ» في «النّور» على الإضافة أيضا، وافقهم الأعمش والحسن، وقرأ الباقون بفتح الخاء واللام من غير ألف وفتح القاف فعلا ماضيا، ونصب ﴿السَّماواتِ﴾ بالكسر، و ﴿وَالْأَرْضِ﴾ و «﴿كُلِّ﴾» بالفتح على المفعولية.
وفتح ياء الإضافة من ﴿لِي عَلَيْكُمْ﴾ (٣) حفص وحده.
واختلف في «مصرخي»(٤) فحمزة بكسر الياء، وهي لغة بني يربوع، وافقه الأعمش، قال في (الدر): وقد اضطربت أقوال النّاس في هذه القراءة اضطرابا شديدا فمن مجترئ عليها ملحّن لقارئها، ومن مجوّز لها من غير ضعف، ومن مجوّز لها بضعف، قال حسين الجعفي:"سألت أبا عمرو بن العلاء عنها فأجازه"، وفي رواية أنّه قال: الخفض حسنة، وقد أنكر أبو حاتم على أبي عمرو تحسينه لها ولا التفات إليه لأنّ أبا عمرو علم من أعلام القرآن واللغة والنّحو، واطلع على ما لم يطلع عليه، وقد وجّهوا هذه القراءة بوجوه منها: أنّ الكسرة على أصل التقاء السّاكنين، وذلك أنّ أصله «مصرخين» فحذفت النّون بالإضافة فالتقى ساكنان ياء الإعراب [ساكنة](٥)،