وقرأ ﴿وَيُخْزِهِمْ﴾ (١) بضم الهاء رويس، وسبق في «البقرة»(٢).
وعن الحسن «﴿وَيَتُوبُ﴾»(٣) بالنّصب على إضمار «أن» على أنّ التّوبة داخلة في جواب الأمر من طريق المعنى، قال بعضهم: إنّه لمّا أمرهم بالمقاتلة شقّ ذلك على بعضهم فإذا قدموا على المقاتلة صار ذلك العمل جاريا مجرى التّوبة من تلك الكراهة، فيصير المعنى إن تقاتلوهم يعذّبهم ويتب عليكم من تلك الكراهية لقتالهم، وهذه القراءة رواها ابن العلاّف عن النّحّاس عن ورش منفردا بذلك فيما حكاه في (النّشر) قال:" وهي قراءة (٤) روح بن قرة وفهد بن الصقر كلاهما عن يعقوب ورواية يونس عن أبي عمرو، وقراءة زيد بن علي، واختيار الزّعفراني "(٥) انتهى.
واختلف في ﴿أَنْ يَعْمُرُوا مَساجِدَ اللهِ﴾ (٦) فابن كثير وأبو عمرو، وكذا يعقوب بالتّوحيد، ويحتمل أن يراد به مسجد بعينه، وهو المسجد الحرام لقوله ﴿وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ﴾ (٧)، وأن يكون اسم جنس فتندرج فيه سائر المساجد، ويدخل المسجد الحرام دخولا أولويا، وافقهم ابن محيصن واليزيدي، وقرأ الباقون بالجمع وهي أيضا محتملة للأمرين، ووجه الجمع: إمّا لأنّ كلّ بقعة من المسجد الحرام يقال لها مسجد، وإمّا لأنّه قبلة سائر المساجد، فصحّ أن يطلق عليه لفظ الجمع كذلك، وخرج ب ﴿أَنْ يَعْمُرُوا مَساجِدَ اللهِ:﴾ ﴿إِنَّما يَعْمُرُ مَساجِدَ اللهِ﴾ الثّاني (٨) المتّفق