واختلف في ﴿لا أَيْمانَ لَهُمْ﴾ (٣) فابن عامر بكسر الهمزة وهو مصدر: «أأمن، يؤمن، إيمانا»، وهو من الأمان، وفي معناه حينئذ وجهان:
أحدهما: أنّهم لا يؤمنون في أنفسهم، أي: لا يعطون أمانا بعد نكثهم وطعنهم، ولا سبيل إلى ذلك.
الثّاني: الإخبار بأنّهم لا يوفون لأحد بعهد يعقدونه له، قال الجعبري:" وهذا أولى من جعله مصدرا من «صدّق»، أي: لا إسلام لهم، لأنّه معلوم من ﴿أَئِمَّةَ الْكُفْرِ﴾ "انتهى (٤).
وعلى القول بأنّ المراد الإسلام" تشبّث به من لم يقبل توبة المرتد وهو ضعيف لجواز أن يكون بمعنى لا/يؤمنون على الإخبار من قوم معيّنين، أو ليس لهم إيمان فيراقبوا لأجله "قاله البيضاوي (٥)، وافقه الحسن.
وقرأ الباقون بالفتح وهو جمع: يمين، وهذا مناسب للنّكث، وقد أجمع على فتح الثّانية، ومعنى نفي الإيمان عن الكفار، أنّهم لا يوفون بها، وإن صدرت منهم، واستشهد به الحنفية على أنّ يمين الكافر لا تكون يمينا شرعية، وعند الشّافعي يمين شرعية بدليل وصفها بالنّكث (٦).