فجعل علّة البسملة أوّل «الفاتحة» حاله الوصل كونها جزءا منها، ولا تتمّ له هذه العلة إلاّ إن اتّفق كلّ القرّاء على جزئيتها وليس كذلك، فقد قال السّخاوي:" اتّفق القرّاء عليها أوّل الفاتحة، وابن كثير وعاصم والكسائي يعتقدونها آية منها ومن كلّ سورة، ووافقهم حمزة على «الفاتحة» فقط، وأبو عمرو وقالون ومن تابعه من قرّاء المدينة لا يعتقدونها آية من «الفاتحة»" (٣) انتهى.
وتعقبه ابن الجزري في قوله:" ومن كلّ سورة "فلو قال:" يعتقدونها من القرآن أوّل كلّ سورة "، لكان أسدّ لأنّا لا نعلم أحدا منهم عدّها آية من كلّ سورة سوى «الفاتحة» نصّا، قال:" وأمّا قوله أنّ قالون ومن تابعة من قرّاء المدينة لا يعتقدونها آية من «الفاتحة» "، فيه نظر إذ قد صحّ نصّا أنّ إسحاق بن محمد المسيبي أوثق أصحاب نافع وأجلّهم قال: سألت نافعا عن قراءة ﴿بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ﴾ فأمرني بها وقال: