تفخيم، بل بحسب ما يتقدمها، فإنّها تتبعه ترقيقا وتفخيما "، ثمّ قال:" وأمّا نصّ بعض المتأخرين على ترقيقها بعد الحروف المفخمة فهو شيء وهم فيه، ولم يسبقه إليه أحد، وقد ردّ عليه المحققون، كالعلامة ابن بصخان في مؤلف سماه:(التّذكرة والتّبصرة، لمن نسي تفخيم الألف أو أنكره)، ونسب من أنكر التّفخيم إلى الجهل، وغلظ الطباع، وعدم الاطلاع، معلّلا جهله بدعواه ترقيق ﴿فِصالاً﴾، و «طال» في قراءة ورش بتغليظ اللام، وأنّ ترقيقها متعذر غير ممكن، لأنّه اكتنفها حرفان مغلظان، وأمّا غلظ طباعه: فإنه لا يفرّق بين ألف ﴿وَحالَ﴾ و ﴿طالَ﴾، وأمّا عدم اطلاعه: فإنّ أكثر النّحاة نصّوا على تفخيمها، وأيّد ذلك بوقوف إمام النّحو والقراءات في عصره أثير الدين أبو حيّان عليه وتصويبه له " (١)، والله أعلم.
وأمّا الهمزة: فيتلطّف بها سلسة في النّطق من غير تعسّف، لبعد مخرجها مع التّحفّظ بترقيقها، نحو: ﴿الْحَمْدُ لِلّهِ﴾، و ﴿أَأَنْذَرْتَهُمْ﴾، لا سيما إن أتى بعدها ألف، ك ﴿آياتٍ﴾، ويتأكد قبل مفخم، نحو: ﴿الطَّلاقَ﴾، وقبل مجانس أو مقارب أشدّ، ك ﴿اِهْدِنَا﴾، خوف التّهوّع بها (٢).
وبالهاء: متحفظا ببيانها لخفائها، نحو: ﴿بُهْتانٌ﴾، ﴿وَاِهْدِنا﴾، وربّما خرجت ممزوجة بالحاء (٣)، لا سيما إن كانت مكسورة ك ﴿عَلَيْهِمْ﴾، ويتأكد عند مجاورة مقارب ك ﴿وَعْدَ اللهِ حَقٌّ﴾ (٤)، لا سيما إن اكتنفها ألفان، ك ﴿طَحاها﴾ (٥)؛ لاجتماع ثلاثة أحرف خفية، وكذا إذا شدّدت مدغمة في مثلها نحو: ﴿أَيْنَما يُوَجِّهْهُ﴾ (٦)،