الإدغام ليعقوب كسائر المثلين (١)، ووافقهم اليزيدي والحسن وابن محيصن من (المفردة)(٢).
وعن ابن محيصن «الجمّل»(٣) بضم الجيم وتشديد الميم مفتوحة وهو:
«القلس» /والقلس: حبل عظيم يجمع من حبال كثيرة فيفتل، وهو حبل السّفينة، وقيل: الحبل الذي يصعد به النّخل (٤)، ويروى عن ابن عباس أنّه قال:" إنّ الله أحسن تشبيها من أن يشبّه بالجمل "كأنّه رأى - إن صحّ عنه - أنّ المناسب لسمّ الإبرة شيء يناسب الخيط المسلوك فيها، وقال الكسائي:" الرّاوي ذلك عن ابن عباس أعجمي فشدد الميم "، وضعّف ابن عطية (٥) قول الكسائي بكثرة رواتها عن ابن عباس قراءة، والجمهور بفتح الجيم وتخفيف الميم وهو تشبيه في غاية الحسن؛ وذلك أنّ الجمل أعظم حيوان عند العرب وأكبره، وسمّ الإبرة في غاية الضّيق، فلمّا كان المثل يضرب بعظم هذا وكبره، وبضيق ذلك، قيل: لا يدخلون الجنّة حتى يدخل أعظم الأشياء وأكبرها عند العرب في أضيق الأشياء وأصغرها، كأنّه قيل: لا يدخلون حتى يوجد هذا المستحيل.
واختلف في ﴿وَما كُنّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا﴾ (٦) فابن عامر بغير واو، قيل: على أنّها مبينة للأولى، وقرأ الباقون بإثبات الواو، وفيها وجهان: أظهرهما أنّه واو الاستئناف والجملة بعدها مستأنفة، والثّاني: أنّها حالية (٧).