﴿قالُوا آمَنّا﴾ (٢): (ن) لأنّ في التّالي بيان تمام مذهبهم فلا يفصل بينهما لما يلزم من نقض المعنى المراد وهو ثبوت نفاقهم بل ربما يفهم الفصل غير المقصود فافهم، قال في «النّهر»:" وانظر الفرق بين قولهم للمؤمنين ﴿آمَنّا﴾ وبين قولهم لشياطينهم هناك اكتفوا بالمطلق، وهنا أكدوا بالمعيّة والموافقة بقولهم: ﴿(إِنّا)﴾، ثمّ لم يكتفوا حتى ذكروا سبب قولهم ﴿آمَنّا،﴾ وهو الاستخفاف بالمؤمنين، وأبرزوا ذلك في جملة مؤكدة ب ﴿إِنَّما﴾ و ﴿نَحْنُ﴾ "(٣).
﴿إِلى شَياطِينِهِمْ﴾ (٤): (ن) للفصل بين «إذا» المتضمنة معنى الشرط وجوابه، وهو التّالي.
﴿إِنّا مَعَكُمْ﴾ (٥): (ك)، ولم أره منصوصا، نعم أعرب صاحب «أنوار التّنزيل» تاليه استئنافا قال:" فكأن الشياطين قالوا لهم لمّا قالوا ﴿إِنّا مَعَكُمْ﴾ إن صحّ ذلك فما لكم توافقون المؤمنين وتدّعون الإيمان/فأجابوا بذلك "(٦) انتهى، وهذا يقتضي ما ذكرته والله أعلم، لكن الابتداء بما بعده بشع إلاّ أنّه لا محظور فيه (٧) لا سيما والقارئ
(١) البقرة: ١٣، المرشد ١/ ١٤١، المكتفى: ١٦٠، القطع: ١/ ٣٩، الإيضاح ١/ ٤٩٨، وقال: «حسن»، وصف الاهتدا ٢٢ /ب، منار الهدى: ٣٣. (٢) البقرة: ١٤، المرشد ١/ ١٤١، القطع ١/ ٣٩، جائز في العلل ١/ ١٨٤، وصف الاهتدا ٢٢ /ب، منار الهدى: ٣٤، وقف هبطي: ١٩٧. (٣) النهر الماد ١/ ٣٢. (٤) البقرة: ١٤، المرشد ١/ ١٤٢ وقال: الوقف عليه قبيح جدا، القطع ١/ ٣٩، قال في العلل ١/ ١٨٥:" لا يوقف عليه لأن ﴿(قالُوا)﴾ جواب ﴿(إِذا)﴾ "،. (٥) البقرة: ١٤، المكتفى: ١٦٠، الايضاح ١/ ٤٩٨، المرشد ١/ ١٤٢، وصف الاهتدا ٢٢ /أ، منار الوقف: ٣٤، لا يوقف عليه في العلل ١/ ١٨٥. (٦) تفسير البيضاوي ١/ ١٧٨. (٧) قال في منار الهدى: ٣٤:" ليس بوقف إن جعل ما بعده بقية القول، وجائز إن جعل في جواب سؤال مقدر تقديره: كيف تكونون معنا وأنتم مسالمون أولئك بإظهار تصديقكم؟، فأجابوا: إنما نحن مستهزئون ".