واختلف في ﴿السِّلْمِ﴾ هنا وفي «الأنفال» و «القتال»(٢) فنافع وابن كثير والكسائي، وكذا أبو جعفر بفتح السّين هنا، وافقهم ابن محيصن، وقرأ الباقون بالكسر، فقيل: هما بمعنى وهو «الصّلح»، وقيل: بل هما مختلفا المعنى فبالكسر الإسلام، وبالفتح الصلح، وقرأ أبو بكر بالكسر في «الأنفال»، وافقه ابن محيصن والحسن، وقرأ أبو بكر وحمزة وكذا خلف بالكسر أيضا في «القتال»، وافقهم ابن محيصن والأعمش، وقرأ الباقون بالفتح في السّورتين (٣).
واختلف في ﴿وَالْمَلائِكَةُ﴾ (٤)، فأبو جعفر بالخفض عطفا على ﴿ظُلَلٍ﴾ أي: إلاّ أن يأتيهم الله في ظلل وفي الملائكة، أو عطفا على ﴿(الْغَمامِ)﴾ أي من الغمام ومن الملائكة، فتوصف الملائكة بكونها ظللا على التّشبيه، وقرأ الباقون بالرّفع عطفا على اسم الله - تعالى -.
وقرأ ﴿تُرْجَعُ الْأُمُورُ﴾ (٥)، بفتح حرف المضارعة ببنائه للفاعل ابن عامر وحمزة والكسائي وكذا خلف ويعقوب، ووافقهم ابن محيصن والمطّوّعي عن الأعمش والحسن، وقرأ الباقون ببنائه للمفعول، و «رجع» يستعمل متعدّيا تارة ولازما أخرى، قال - تعالى - ﴿فَإِنْ رَجَعَكَ اللهُ﴾ (٦) فجاءت القراءتان على ذلك.