قال الشِّمْشَاطِيُّ (١): وأنْشَدَنا أبو القَاسِم العَلَويّ، قال: وأنْشَدَني الأنْطَاكِىّ من قَصِيدَة: [من المتقارب]
وللمَاءِ من حَوْلِنا ضَجَّةٌ … إذا الماءُ كَافَحَ تلك العُرُوْبَا
حِبَالٌ من تُؤَلِّفُها حكْمَةٌ … فتَنْحُو (a) البِحَارَ بها لا السُّهُوبا
تُقَابلُنا في قَيْصِ الدُّجَى … إذا الُأفْقُ أصْبَحَ منه سَلِيْبا
حَيَازِيْمُها الدَّهْرَ مَنْصُوبَةٌ … تُعَانِقُ للمَاءِ وفْدًا غَرِيبَا
عَجِبْتُ لها شَاحِبَات الخُدُو … د لَم يُذْهِب الرِّيُّ عنها الشُّحُوبَا
إذا ما هَمَمْنَا بغِشْيَانها … رَكِبْنا لها وَلَدًا أو نَسِيْبا
يُجَاورُها كُلُّ سَاعٍ يُرَى … وإنْ جَدَّ في السَّير منها قَرِيْبا
خَلِيّ الفُؤَادِ ولكنَّهُ … يَحِنُّ فيُشْجِي الفُؤَادَ الطَّرُوبَا
وقال (٢): ولهُ أيْضًا: [من المتقارب]
وزَنْجِيَّةٍ عُرِفَتْ بالإبَاقِ … فليسَ لها رَاحَةٌ في الوثَاقِ (b)
إذا اضْطَرَبَ الماءُ من حَوْلها … رَأيْتَ الحِبَال بها في تَلَاقِ
يَثُورُ بها قَسْطَلٌ أبْيَضٌ … على القَوْم غير كَثِيْف الرِّوَاقِ
وأبْناؤُهَا المُرْدُ شِيْبُ الرُّؤوس … وأبْناؤُهَا السُّود بيضُ التَّرَاقي
رَكِبْنا إليها (c) غَدَاة الصَّبُوح … مَطَايَا تَخُبُّ كَدُهْمِ العِتَاقِ
فظِلْنَا نُمِيْتُ لديها الزّقاقَ … إلى أنْ حَيِيْنَا بمَوْتِ الزِّقَاقَ
(a) الأصل: فتمحو، والمثبت من كتاب الشمشاطي وهو الأظهر.
(b) الشمشاطي: في وثاق.
(c) الشمشاطي: إليه.