فَأتِنَا مُسْرِعًا فذا يَوْمُ دجْنٍ … غَرِيَتْ عَيْنُ مُزْنِهِ بانْهِمَالِ
لا تخَلَّفْ عنِّي فلسْتَ بجيّ … إنْ تخَلَّفْتَ بعدَ هذي الخِصَالِ
وقَرأتُ لأبي طَالِب بَيْتًا حَسَنًا في صفةِ الدُّوْلَاب، ذَكَرَهُ في كتاب الأنْوَار (١) وهو: [من الكامل]
بمُشَمِّرٍ في السَّيْر إلَّا أنَّهُ … يَسْري فيَمْنَعُه السُّرَى أنْ يَبْعُدَا
قال الشِّمْشَاطِيّ (٢): ويَدْخُل في هذا الباب ما جاءَ في العُرُوب والأرْحِيَة؛ لهن ذلك ما أَنْشَدناهُ أبو القَاسِم العَلَويّ لأبي طَالِب الحُسَين بن عليّ الأنْطَاكِيّ: [من الرجز]
وابنَةِ بَرٍّ لَم تَبِنْ عن زُهْدِ … أضْحَى بها البَحْرُ قَرِيْبَ عَهْدِ
تَعَافُهُ وهو زُلَالُ الوِرْد … فليْسَ تَحبُوهُ بصَفْوِ الوُدِّ
إلَّا برَبطٍ عندَهُ وشَدَّ … لمَّا نضَتْ مَلَاحِفَ الإفْرِنْدِ
واتَّشَحَتْ من الدُّجَي ببُرْدِ … تَوَسَّطَتْ سِكْرَ صَفيْحٍ صَلْدِ
فأشْبَهَت وَاسِطَةً في عِقْدِ … مُطِلَّةً على رِكَابِ الوَفْدِ
كأنَّها أُمُّ النّعَام الرُّبْدِ … عَجَاجُها شَيْبُ بَنِيْها المُرْدِ
وَاجدَة بالبِّرِ أيَّ وَجْدِ … تذكَّرتْ طِيْبَ ثَرَاه الجَعْدِ
أَيَّامَ تُغْذَى بجَنىً (a) كالشُّهْدِ … ولَمْعِ بَرْقٍ وحَنِيْنِ رَعْد
فهي تُعِيْدُ أنَّةً وتُبْدِي … كما يَئنُّ مُوثَقٌ في القِدِّ
لولا امْتِدَادُ الطُّنُب المُمْتَدِّ … لشَمَّرَت تَشْمِيْرَ ذاتِ الجِدِّ
وصَافحَتْ (b) خَدَّ الثَّرَى بخَدِّ
(a) الأصل: بحيا، والمثبت من كتاب الشمشاطي.
(b) الشمشاطي: فصافحت.