"وكنتُ إذ ذاكَ بمِصْر، فحَضَرَ - أي التَّقي الشَّافعيّ - إليَّ، وعَلَّقتُ عنه فَوَائِدَ وشَيئًا من شِعْرِه، وسَألتُه عن مَوْلدِه، فقال: عُمري الآن سَبْعة وسَبْعُون سَنةً، وكان سُؤالي إيَّاه في رَابع وعشرين من ذي القَعْدَة من سَنَة ثمانٍ وخَمْسِين وستِّمائة".
رِحْلتُه إلى الحَجِّ:
أدَّى ابنُ العَدِيْم فَريضَةَ الحجِّ مرَّةً واحدةً، حَسْبما كَرَّرَ ذِكْر ذلك عَرَضًا في ثَنايا كتابِه، وهي رِحْلته الرَّابعةُ خَارج حَلَب، أدَّاها سَنة ٦٢٣ هـ، وزارَ المَدينةَ المُنوَّرة، وسَمِعَ بها من جَمال الدِّين الوَاسِطيّ، ولم يَردْ ذِكْرٌ لسَفْرتِه هذه عندَ أَحدٍ سوى ما ذكَره هو في كتاب البُغْيَة، ومرَّةً واحدة في كتابَيْهِ: التَّذْكرة (١) والزُّبْدَة (٢).
ففي تَرْجَمَةِ إسْمَاعِيْلَ بن مُحَمَّد بن يُوسُف المَغْرِبيّ، المَعْرُوف بالبرهَان (الجزء الرَّابع)، يقول ابن العَدِيْم:
"سَمعَ شَيْخنا عُمَر بن طَبَرْزَد وحَدَّثَ عنهُ، وسَمِعَ معنا بالبَيْتِ المُقَدَّس على شَيْخنا حَسَن بن أحْمَد الأوَقيّ، وبالمَدِينَةِ، على سَاكِنها السَّلامُ، على الجَمَالِ عَبْد المُنْعِم الوَاسِطِيّ، وحَجَّ معنا في سَنَة ثَلاثٍ وعشرين وستِّمائة".
وأيضًا في تَرْجَمَةِ إسْماعِيْلَ بن أبي البركاتِ الرَّبعيّ (الجزء الرَّابع):
"ثُمَّ اجْتَمَعْتُ به في الرِّحْلَةِ الرَّابِعةِ حين مَرَرتُ بدِمَشْقَ مُجْتَازًا إلى الحَجِّ في سَنَةِ ثَلاثٍ وعشرين وستمائة".