للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأَسْفَار منِّي، أَفَتَقْبَله منِّي بَدِيلًا؟ فقال له الحَجَّاجُ: تَفْعَل (a) أيُّها الشَّيْخ.

فلمَّا وَلَّى قال له قائلٌ: أتَدْري مَنْ هذا أيُّها الأَمِيرُ؟ قال: لا، قال: هذا عُمَيْر بن ضَابِئ البُرْجُمِيّ الّذي يقُول أبُوه: [من الطويل]

هَمَمْتُ ولم أفْعَلْ وكِدْتُ ولَيْتَني … تركَتُ على عُثْمان تَبْكي حَلَائلُه

ودَخَل هذا الشَّيْخُ على عُثْمان مَقْتُولًا، فوَطئ بطنَهُ فكَسَر ضِلعَيْن من أضْلَاعهِ فقال: رُدُّوهُ، فلمَّا رُدَّ قال له الحَجَّاجُ: أيُّها الشَّيْخ، هَلَّا بَعَثْت إلى أَمِير المُؤْمنِيْن عُثْمان بَدِيلًا يَوْم الدَّار، إنَّ قَتْلَكَ أيُّها الشَّيْخ صَلَاحٌ للمُسْلِمين، يا حَرَسِيَّ اضْرِبَا عُنُقَهُ، فجعَل الرَّجُل يَضِيْقُ عليه بعضُ أمْره فيَرْتحلُ، ويأمر وليَّهُ أنْ يلْحقَهُ بزادِه، وفي ذلك يَقُول ابن عَبْد اللهِ بن الزُّبَيْر الأسَدِيّ: [من الطويل]

تجَهَّز فإمَّا أنْ تَزُور ابنَ ضَابِئ … عُمَيْرًا وإمَّا أنْ تَزُورَ المُهَلَّبَا

هما خُطَّتَا خَسْفٍ نَجاؤُكَ منهما … رُكُوبُك حَوْليًّا من الثَّلْج أشْهَبَا

فأَضْحَى ولو كانت خُرَاسَان دُوْنَهُ .. رآه مكان السُّوْق (b) أو هو أقْرَبا

أخْبَرَنا أبو بَكْر عَتِيق بن أبي الفَضْل السَّلَمَانِيّ، قال: أخْبَرَنا أبو القَاسِم عليّ بن الحَسَن (١)، ح.

وحَدَّثَنَا أبو الحَسَن مُحَمَّد بن أحْمَد، عن أبي المَعَالِي بن صَابِر، قالا: أخْبَرَنا أبو القَاسِم بن أبي الجِنّ، قال: أخْبَرَنا رَشَاء بن نَظِيف، قال: أخْبَرَنا الحَسَنُ بن إسْمَاعِيْل، قال: أخْبَرَنا أحْمَدُ بن مَرْوَان (٢)، قال: حَدَّثَنَا أبو سَعيد (c) الأزْدِيّ -يعني: الحَسَن بن الحُسَين السُّكَّرِيَّ- قال: سَمِعْتُ الزِّيَادِيَّ أبا إسْحَاقَ يَقول:


(a) المبرد وابن عساكر وابن خلكان: نفعل.
(b) الأصل: الشوق!
(c) ورد في كتاب المجالسة: أبو إسماعيل، والمثبت هو الصحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>