قال: وأخبَرَنا مُحَمَّد بن أحْمَد بن إبْراهيم في كتابهِ، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أَيُّوبَ، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عَبْد اللهِ بن أبي جَعْفَر الرَّازِيّ، قال: حَدَّثَنَا أبي، عن أَبِيهِ، عن الرَّبيْع بن أنَسٍ، عن أبي العَاليَة في قَوْله {وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا}(١)، قال: لا تأخُذ على ما عَلَّمْتَ أجْرًا، فإنَّما أجْرُ العُلَمَاءِ والحُكَمَاءِ والحُلَماءِ على الله عزَّ وجلَّ، وهُم يَجدُونَهُ مَكْتُوبًا عندَهُم في التَّوْراة: يا ابن آدَم، عَلِّم مَجَّانًا كما عُلِّمْتَ مَجَّانًا.
قال: لَفْظُ مُحَمَّد بن أيُّوب. ولَفْظُ عليّ بن الجَعْد، قال: مَكْتُوبٌ في الكتاب الأوَّلِ: ابن آدَمَ، عَلِّم مَجَّانًا كما عُلِّمْتَ مَجّانًا.
أخْبَرَنا أبو بَكْر عَتِيقُ بن أبي الفَضْل، قال: أخْبَرَنا أبو القَاسِم عليّ بن الحَسَن (٢)، ح.
وحَدَّثَنَا أبو الحَسَن بن أبي جَعْفَر، عن أبي المَعَالِي بن صَابِر، قالا: أخْبَرَنا أبو القَاسِم عليّ بن إبْراهيم العَلَويّ، قال: أخْبَرَنا رَشَاء بن نَظِيف، قال: أخْبَرَنا الحَسَنُ بن إسْمَاعِيْل، قال: حَدَّثَنَا أحْمَدُ بن مَرْوَان (٣)، قال: حَدَّثَنَا الحَارِث بن أبي أُسامَة، قال: حَدَّثَنَا رَوْح بن عُبَادَةَ، عن هِشَام بن أبِي عَبْدِ الله، عن جَعْفَر بن مَيْمُون، عن أبي العَاليَةِ، قال: سَيَأتي على النَّاسِ زمَانُ تَخْرب صُدُورهم من القُرآن، وتَبْلَى كمَ تَبْلَى ثِيابُهُم، ثمّ لا يَجِدُونَ له حَلَاوةً ولا لذاذَةً، إنْ قَصَّروا عمَّا أُمِرُوا به قالُوا:{إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}(٤) لنا، وإنْ عَمِلُوا ما نُهوا عنه قالُوا:{إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ}(٥)، أمْرُهم كُلُّه طَمَعٌ ليسَ معه خَوْفٌ، لَبسُوا جُلودَ الضَّأْن على قُلُوبِ الذِّئَابِ، أفْضَلُهُم في أَنْفُسِهم المُدَاهِنُ.
أخْبَرَنا أبو الحَجَّاج، قال: أخْبَرَنا أبو المَكَارِم، قال: أخْبَرَنا أبو عليّ، قال: أخْبَرَنا
(١) سورة البقرة، من الآية ٤١، وسورة المائدة، من الآية ٤٤، وورد في الأصل وفي الحلية: بآيات الله. (٢) تاريخ ابن عساكر ١٨: ١٨١. (٣) الدينوري: المجالسة وجواهر العلم ٤٧٤. (٤) سورة الممتحنة، من الآية ١٢. (٥) سورة النساء، من الآيتين ٤٨، ١١٦.