إذا وُتِرُوا مَدُّوا إلى وَاتِريهم … أكُفًّا عن الأوِتارِ مُنْقَبضَاتِ
فلَوْلَا الّذي أرْجُوه في اليَوْم أو غَدٍ … تقَطَّعَ قَلْبي إثْرَهُم حَسَرَاتِ
قال: فبَكي المَأْمُون حتَّى اخْضَلَّت لِحْيَتُه، وجَرَتْ دُمُوعه على نَحْره، وكان دِعْبِل أوَّلَ دَاخِل إليه وآخر خَارِج من عنده، فواللهِ إنْ شَعَرنا بشيءٍ إلَّا وقد عتَب على المَأْمُون، وأرْسَل إليه بشِعْرٍ يقُول فيه (١): [من الكامل]
وَيَسُومني (a) المَأْمُونُ خِطَّةَ ظَالِمٍ (b) … أو ما رَأى بالأَمْسِ رَأسَ مُحَمَّدِ
يُوفى (c) على هَامِ الخَلَائِق (d) مثْلما … تُوفى الجِبَالُ على رُؤوسِ القَرددِ
لا تَحْسِبَنْ جَهْلِي كحِلْمِ أبي [فما] (e) … حِلْمُ المَشَايخ مثل جَهْلِ الأمْرَدِ
إنِّي من القَوْم الّذين سُيُوفُهم … قَتَلَتْ أخاكَ وشرَّفتْكَ بمَقْعَدِ
فلمَّا سَمِعَ بهذا المَأْمُون قال: كَذَبَ عليَّ، مَتى كُنْتُ خَامِلًا؛ وإنِّي لخَلِيفَة وابن خَلِيفَة وأخو خَلِيفَة، ومَتى كُنْتُ خَامِلًا فرَفَعني دِعْبِل، فواللهِ ما كافَأهُ ولا كَافأ أبي ما أسْدَى إليهِ وذلك أنَّهُ لمَّا تُوفِّي أنْشَأ يَقُول (٢): [من الوافر]
وأبْقَى طَاهِرٌ فينا خلَالاً (g) … عَجَائِبَ تَسْتَخفُّ لها الحلُومُ