أخْبَرَنا أبو الحَسَن عليّ بن أبي الفَتْح بن يَحْيَى الكُنَّارِيّ الموصِلِيّ الصَّفَّار، قال: أخْبَرَنا أبو الفَضْل عَبْدُ اللَّه بن أحْمَد بن مُحَمَّد بن عَبْدِ القَاهِر الطُّوْسيّ الخَطِيبُ، قال: أخْبَرَنا أبو بَكْر مُحَمَّد بنُ أحْمَد الشَّاشِيّ، قال: أخْبَرَنا أبو أحْمَد عَبد الوَهَّاب بن مُحَمَّد المُقْرِئ التَّمِيْمِيّ، قال: أنشَدَنا أبو مُحَمَّد بن النَّحَّاسِ، قال: أنشَدَني أبو مُحَمَّد الحَسَن بن مُحَمَّد بن وَكِيع التِّنِّيْسِيّ لنَفْسِه (١): [من السريع]
حَاسَبَني الدَّهْرُ على ما مَضَى … بدَّلَ فَرْحَاتِي بتَرْحَاتِ
فلَيْتَهُ جَازَى بما نِلْتُهُ … لكنَّه أضْعَفَ مرَّاتِ
أنْبَأنَا أبو حَامِد مُحَمَّد بن أبي جَعْفَر عَبْد اللَّه بن مُحَمَّد بن عَبْد المَلِك الهاشمِيّ، إنْ شَاءَ اللَّهُ، قال: أخْبَرَنا القَاضِي أبو مُحَمَّد عَبْدُ القَاهِر بن عَلَوِي بن عَبْد القَاهِر بن المُهَنَّا المَعَرِّيّ، قال: أنشَدَني وَالدِي رحِمَهُ اللَّهُ، قال: أنشَدَني عَمِّي -يعني أبا نَصْر النَّاظِر- قال: أنشَدَني أبو الحَسَن عليّ بن وَكِيع التِّتِّيْسِيّ -وَفَدَ علينا المَعَرَّة- لنفسِه في الرَّوْض (٢): [من المنسرح]
أمَا تَرَى الرَّوْضَ كيفَ قد أظْهَرْ … بدَائِعًا كان حُسْنُها يُستَر
وابتسَمَت زَهْرَةُ الزَّمانِ لَنا … عنِ الرَّبِيِع المُحَبَّبِ الأزْهَرْ
حَاكَ لَنا مِن ثيَابهِ حُلَلًا … جَوَّدَ في نَسْجِهَا وما قَصَّرْ
صَوَّرَهُ اللَّهُ كي يشُوِّقَنا … إلى جِنَانِ النَّعِيْم إذ صَوَّرْ
كأنَّ طَرْفَ الزَّمانِ أبْصَرَهُ … فشَاقَهُ حُسْنُ ذلكَ المْنَظَرْ
فظَلَّ مُسْتَعْبَرَ الجُفُون هَوًى … لَهُ لَولا الهَوَى لَمَا اسْتَعْبر
أَخْجَلَ حُسْنَ السَّماءِ فاحْتَجَبَتْ … بِسُحْبِها خجْلَةً فما تَظْهَرْ
أَوْدَعَ أَسْرَارَهُ الثَّرَى زَمَنًا … ثُمَّ انثَنى مُعْلِنًا لِمَا أضْمَر
(١) ديوانه ١١٢، والوافي بالوفيات ١٣: ١١٦.
(٢) لم ترد في ديوانه ولا في المستدرك عليه، وانظرها في المقفى الكبير للمقريزي ٣: ٤١٢.