سَمِعْتُ مَالِك بن دِيْنار يقُول: سَمِعْتُ الحَجَّاج على هذه الأعْوَاد وهو يَقُول: امْروٌ وزَنَ (a) عَمَلَهُ، امْروً حاسَبَ نَفْسَهُ، امْرؤٌ فَكَّر فيما يَقْرَأهُ في صَحِيفَتهِ ويَراه في مِيْزَانِهِ، وكان عند قَلْبهِ زاجراً، وعند هَمِّه آمِرًا، امْرؤٌ أخذَ بعنان عَمَله كما يأخُذُ بخِطَام جَمَلِهِ، فإنْ قادَهُ إلى طَاعةِ الله تبعَهُ، وإنْ قادَهُ إلى مَعصِيَةِ الله كفَّهُ (b).
أخْبَرَنا أبو القَاسِم بن بَنِيْن، قال: أخْبَرَنا أبو عَبْدِ الله الأَرْتاحيِّ، قال: أخْبَرَنا أبو الحَسَن الفَرَّاء في كتابه، عن أبي إسْحَاق الحَبَّال، وخَدِيجَة المُرَابِطَة - قال الحَبَّال: أخْبَرَنا عَبْدُ الجَبَّار بن أحْمَد، قال: أخْبَرَنا الحَسَن بن الحُسَين بن بُنْدَار، وقالت خَدِيجَةُ: أخْبَرَنا يَحْيَى بن أحْمَد بن عليّ بن الحُسَين بن بُنْدَار، قال: حَدَّثني جَدِّي عليَّ بن الحُسَين بن بُنْدَار- قالا: حَدَّثَنَا مَحْمُود بن مُحَمَّد الأدِيْبُ، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمن ابن أُخْت هَانئ، قال: أخْبَرَني الحَسَن بن عَرَقَة، عن زِيَاد بن السَّكَن، عن الشَّعْبيِّ، قال: سَمِعْتُ الحَجَّاجَ على المِنْبَر يقُول: أمّا بَعْدُ؛ فإنَّ الله كتَبَ على الدُّنْيا الفَنَاءَ، وعلى الآخرة البَقَاءَ، فلا فَنَاءَ لِمَا كَتَب عليهِ البَقَاء، ولا بَقَاءَ لِمَا كَتب عليه الفَنَاءَ، فلا يغُرنَّكُم شَاهِدُ الدُّنْيا عن غَائِب الآخرة، واقهَرُوا طُولَ الأمَلِ بقِصَر الأجَل.
وقال: حَدَّثَنَا مَحُمْود بن مُحّمد الأدِيْب، قال: حَدَّثَنا الحَنَفِيّ - يعني: أحْمَدَ بن الأَسْوَد - قال: حَدَّثَنَا رُفَيْعُ بن سَلَمَة العَبْدِيّ، عن أبي عُبَيْدَةَ، قال: خَطَبَ الحَجَّاجُ، فقال: والله ما يَسُرُّني ما مَضَى لي من الدُّنْيا بعِمَامَتي هذه، ولَمَا بَقِيَ منها أَشْبَه بما مَضَى من الماءِ بالماءِ.
أخْبَرَنا أبو عَبْد الله مُحَمَّد بن إبْرَاهيمِ بن مُسَلَّم الإرْيِلِيّ بحَلَب، قال: أخْبَرَتْنا شُهْدَة بنت أحْمَد بن الفَرَج، قالت: أخْبَرنا طَرَّاد بن مُحَمَّد الزَّيْنَبيّ، قال: أخْبَرَنا