خَالِد، قال: أخْبَرَنا عليّ بن عَبْد الله بن العبَّاس الجَوْهَرِيّ، قال: حَدَّثَنَا أحْمَدُ بن سَعيد الدِّمَشقيّ، قال: حَدَّثَنَا الزُّبَيْر بن بَكَّار، قال: حَدَّثَني عليّ بن صالح، قال: وخَطَبَ الحَجَّاجُ أهْل العِرَاق بعد دَيْر الجمَاجِم، فقال:
يا أهْلَ العِرَاق، إنَّ الشَّيْطانَ قد اسْتَبْطَنكُم، فخالَط اللَّحْم والدَّم والأسْمَاع والأطْرَاف والأعْضَاءَ والشَّغَاف، ثمّ أفْضَى إلى الأمْخَاخ والأسْمَاخ، ثمّ ارتفَع فعَشَّش، ثمّ باضَ وفرَّخ، فحشَاكُم شِقَاقًا ونِفَاقًا، وأشْعَركُم خِلَافًا، اتَّخَذتُمُوه دَلِيْلًا تَتْبَعُونَهُ، وقَائِدًا تُطِيْعُونَهُ، ومُؤامِرًا تَسْتَشِيرُونَهُ (a)، فكيف تَنْفَعكم تَجْربة، أو تَعظكُم مَوْعِظَة، أو يَحْجزكم إسْلَام، أو يردّكُم تِبْيان؟!
ثمّ يَوْم الزَّاويَة، وما يَوْمُ الزَّاويَة بها كان فَشَلُكُم وتَسَارُعكم، وبراءَة اللهِ منكم، ونكُوص وليُّكم عليكم، إذ وَلَّيْتم كالإِبِل الشَّوَارِدِ إلى أعْطَانها، النَّوَافِر إلى أوْطَانِها، لا يَسْأل المَرْءُ عن أخيهِ، ولا يَلْوِي الشَّيْخ على بَنِيْه، حتَّى عضَّكُم السِّلاحُ، وتقَصَّفَت فيكم الرِّمَاح.
ثمّ يَوْمُ الجَمَاجِم، بها كانت المَعَارِكُ والمَلَاحِم (١): [من مشطور الرجز]