فقال له الحَجَّاجُ: إنْ شِئْتَ أسْنَيْنا عَطِيَّتكَ، وإنْ شئْتَ خلَّينا سَبِيلَكَ، قال: لا بل أخْتَار مُجَاوَرَة الحَجَّاج (a)، أكْرَمَهُ اللّه. ففَرَض له ولأهْل بيتِهِ، وأحسَن جَائزَتَهُ.
قال القَاضِي (١): مُسْدِف: مُظْلمٌ، من السُّدْفَة. والرَّسْفُ: مَشْيُ المُقَيَّد. والبَرَاثِنُ: مَخَالِبُ الأسَد. والشَّبَا والشَّبَاةُ: حَدُّ الأَسِنَّة. قال أبو بَكْرٍ: البَرْقَاءُ: الّتي فيها سَوَادٌ وبَيَاضٌ.
أخْبَرَنا أبو بَكْر بن أبي الفَضْل، وأبو الحَسَن بن أبي جَعْفَر، قِرَاءَةً عليْنَا من لفظه - قال أبو بَكْر: أخْبَرَنا عليّ بن أبي مُحَمَّد بن [أبي] (b) الحسُين (٢)، وقال أبو الحَسَن: أخْبَرَنا عَبْد اللّه بن عبد الرَّحْمن إجَازَةً - قالا: أخْبَرَنا عليّ بن إبْراهيم العَلَويّ، قال: أخْبَرَنا أبو الحَسَن المُقْرِئ، قال: أخْبَرَنا أبو مُحَمَّد الغَسَّانِيّ، قال: حَدَّثَنَا أبو بَكْر الدِّيْنَورِيّ (٣)، قال: وحَدَّثَنَا إبْراهيم بن نَصْر، قال: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللّه بن مُحَمَّد (c)، قال: حَدَّثَنَا حَفْصُ بن النَّضْر السُّلَمِيّ، قال: خَطَبَ الحَجَّاجُ النَّاسَ يَوْمًا فقال. أيُّها النَّاسُ، الصَّبْر عن مَحَارِم اللّه أيْسَرُ من الصَّبْر على عَذَاب اللّه. فقام إليهِ رَجُلٌ فقال: يا حَجَّاجُ، وَيْحَكَ ما أصْفَقَ وَجْهَكَ، وأقَلَّ حَياءَكَ! تَفْعَلُ ما تقعَل ثُمَّ تقُول مثل هذا؟ فأمَرَ بهِ، فأُخِذَ، فلمَّا نزَل عن المِنْبَر دعا به، فقال لهُ: لقد اجْتَرأتَ عليَّ! فقال له: يا حَجَّاج، أنْتَ تَجْتَرئ على اللّه فلا تُنْكرهُ على نَفْسِكَ، وأجْتَرِئُ أنا عليك فتُنْكِرُه عليَّ! فَخَلَّى سَبيلَهُ.
(a) الجليس الصالح: الأمير. (b) اسم جده: هبة اللّه، ويكنى أبا الحُسَيْن. (c) ابن عساكر: عبيد اللّه بن أحْمَد بن مُحَمّد، وسلف التعريف به قريبًا.