قال يَعْقُوب: ويُقال: حَجَّ بالنَّاسِ سَنَة أرْبَعٍ وسَبْعِين الحَجَّاج بن يُوسُف.
قال يَعْقُوب: وفي سَنَة تسْعين فُتحَ على الحَجَّاج بُخَارى. وفي سَنَة إحْدَى وتِسْعِين فُتحَ على الحَجَّاجِ بن يُوسُف بَلْخِ. وفي سَنة اثْنَتَيْن وتِسْعِين فُتحَ للحجَّاج خفَّان (a). وفي سَنَة أرْبَعٍ وتِسْعِين فُتح للحجَّاج بن يُوسُف السِّنْد وبِيْل (١). وفي سَنَة خَمْسٍ وتِسْعِين فُتح على الحَجَّاج بن يُوسُف الصُّغْد.
قَرَأتُ في تَاريخ أبي مُحَمَّد عَبْد اللّه بن أحْمَد الفَرْغَانيّ (٢)، ما ذَكَرهُ في حَوادِث سَنَة إحْدَى وخَمْسِين وثَلاثِمائة، قال: وَرَدَ على خزْرُون الإخْشِذِىِّ كتابٌ ممَّن يُكَاتبُهُ أنَّهُ وُجِدَ في هذا الشَّهْر في جَامِع المِصِّيْصَة أَزَجٌ تحت الجامع مبنيٌّ طَبقَيْن، وفيه صَنَادِيق كَثِيْرة فيها خَمْسة آلاف دِرْع، يُغَطِّي الفَارس، كُلّ دِرْع ببُرْنُس مَعْمُول منه وبه، وخَمْسَة آلاف جَوْشَن، وخَمسة آلاف خُوَذة، وخَمْسة آلاف سَاعِد حَدِيْد، وخِفَاف حَديدٍ بسَاقات، وخَمْسَة آلاف رُمْح بأسنَّتها، ونِفْط ودُهْن بَلَسَان، وقِسِيّ كَثِرة للرِّجْل، ونُشَّاب، وخَوَابِي فيها كُبُود قد طُبِخَتْ وجُفِّفَتْ وطُيِّبَتْ للقُوْت في الحِصَار يُقْتَاتُ بها، وأنَّهُ وُجِدَ طابق حَديد بحَلقَة فقُلِعَتْ فوُجِدَ الأَزَجُ، ووُجِدَ على الأَزَج مَكْتُوب: من عَهْدِ عَبْدِ المَلِك بن مَرْوَان، وبعضُه: الحَجَّاج بن يُوسُف، وبعضٌ: هَارُون الرَّشِيْد.
(a) كذا في الأصل ومثله عند ابن عساكر ١٢: ١١٨، والذي عند ياقوت (مُعْجَمُ البلدان ٢: ٣٩٧) أن خَفَّان موضع قرب الكوفة يسلكه الحاج، وهو مأسدة، وقيل: هو فوق القادسية. ولا يدل موضعه هذا على أنَّه المراد، فإن أغلب الفتوح في مطلع التسعينيات من القرن الأوّل كانت فيما وراء النهر والهند والسند.