أنشدَني أبو عَبْد الله مُحَمَّد بن أبي الفَوَارِس بن أبي عليّ بن الأمَّان الشَّيْزَرِيّ إمْلاءً من لفظه بالهَوْل من بَلَد سِنْجَار، قال: أنشدَني القَاضِي وَجِيْهُ الدِّين مُرْهَف بن الصِّنْدِيْد (a) الشَّيْزَرِيّ قال: أنْشَدَني شرَف الدَّوْلَة - يعني أبا الفَضْل إسْمَاعِيْل بن أبي العَسَاكِر سُلْطان (b) بن عليّ بن مُقَلَّد - لنفسِه، وكانت الزَّلْزَلَة قد خَرَّبَت شَيْزَر في سَنَة اثنتَيْن وخَمْسِين وخَمْسِمائَة، وسَقَطَت القَلْعَة على أخيهِ وأوْلَادِه وزَوْجَته الخَاتُون أُخت شَمْس المُلُوك - يعني بنت بُوْرِي بن طُغْتِكِين - فسَلِمَت المَرْأة وَحْدها دُونهم، ونُبِشَتْ من الرَّدْم وخلصَتْ، وجاءَ نُور الدِّين مَحْمود إلى شَيْزَر وطلبَ من امْرأته أنْ تُعلمه بالمالِ وهَدَّدَها، فذكَرت له أنَّ الرَّدْم سَقَط عليها وعليهم ونُبِشَتْ هي دُونَهُمٍ ولا تَعْلم بشيء، وإنْ كان لهم شيء فهو تحتَ الرَّدْم، وكان شرَفُ الدَّوْلَةِ غائبًا فحضَر بعد الزَّلْزَلَة، وعاين ما فعَلت بشَيْزَر وأخيهِ، وشَاهد امْرأة أخيْهِ بعد العِزِّ في ذلك الذُّلّ، فعَمل (١): [من الكامل]