وقَرأتُ بخَطِّ المُفَضَّل بن مَوَاهِب الفَارزِيّ الحلبِيِّ لأبي نَصْر أحْمَد بن يُوسُف المَنَازِيّ رَحِمَهُ اللهُ - وينْتَمِي إلى سُلَيْكٍ - في الوَزِير أبي القَاسِم الحُسَين بن عليّ المَغْرِبيّ، أنْشَدَهُ إيَّاها بمَيَّافَارقِين (a) سَنَة ستٍّ وأرْبَعِمائة (١): [من الكامل]
اصْفَح لطَرْف الصَّبّ عن نَظراته … إن كُنْتَ آخِذَهُ بما لم يَاتِهِ
سُقيا لوَجْهِكَ فهو أوَّل رَوْضَةٍ … زهَرت أقاحيهِ أمام نباتهِ
لمَّا خطَطْتُ مثَالَهُ في نَاظِري … مَدَّ الحجابَ عليه من عَبَرَاتِهِ
حَالَتْ حُمَاتُك دون وردِ غَدِيرهِ … وشَيم زَهْرتهِ ورَشْف قلَاتِهِ
الماءُ يَلْمَعُ في أريض جَنَابهِ … والنَّار تَسْفَعُ (b) من ضُلُوع رُعَاتِهِ
وإذا ادَّعَى بَدْرُ التَّمَام بَهَاءَهُ … وأنار للسَّارِي قَلَا زعَماتِهِ
ومنها في المَدْح:
ولئن جزَتْ نِعَمَ الحُسَين محَامِدٌ … فلتَجْزينَّ الغَيْثَ عن هَطَلَاتهِ
أَقْنَى وأغْنَى فانقلَبْتُ وَلي بهِ … شُغْلان بَيْنَ صِفَاتهِ وصلَاتِهِ
حَاولْتُ عَدَّ خلالِهِ فوَجَدْتُها … يَشْقَى الرُّوَاةُ بها شَقَاءَ عُدَاتهِ
أَبْصَرْتُ سُبلَ المَجْد من لَحَظاتِهِ … وأَفَدْتُ حُسْنَ القَوْل من لَفَظَاتِهِ
وأَرَى الفَصَاحَةَ والسَّمَاحَةَ والغِنَى … ومَكَارِم الأخْلَاق بَعْضَ هبَاتِهِ
وَرِثَ المَعَالِي عن عَليٍّ وابْتَنَى … رُتَبًا مُشَيَّدةً إلى رُتَبَاتِهِ
وكَذَاكَ لابن القَيْل إرْثُ عَلَائهِ … فرْضًا ولابن القَيْن إرْث عَلَاتِهِ
أخْبَرَنا أبو القَاسِم عَبْد المحسِن بن عَبْد الله بن أحْمَد بن الطُّوْسيّ في كتابهِ غير مَرَّة، قال: أخْبرَنا عَمِّي القَاضِي أبو مُحَمَّد عبد الرَّحْمن بن أحْمَد إجَازَةً، قال:
(a) الأصل: بميَّفرقين.
(b) كتب في الهامش: "ويروى: تلمحُ".