وقيل عدَوْتَ على العَالمـ … ـين بين وِلَادِي وبينَ القُعُودِ
فما لكَ تَقْبَلُ زُورَ الكَلامِ … وقدْرُ الشَّهادَةِ قَدْرُ الشُّهُودِ
فلا تَسْمَعَنَّ من الكاذبيْنَ (a) … ولا تعْبَأَنَّ بمَحْكِ اليَهُودِ
وكُنْ فارقًا بين دَعْوَى: أرَدْتَ … ودَعْوَى: فعَلْتَ بشَأْوٍ بَعِيْدِ
وفي جُودِ كفَّيكَ ما جُدْتَ لي … بنَفْسِي ولو كُنْتُ أشْقَى ثَمُودِ
وذكَر أبو مَنْصُور الثَّعالِبِيّ في اليَتِيْمَة (١) عن ابن جِنِّي أنَّهُ قال: سَمِعْتُ أبا الطَّيِّب يقولُ: إنَّما لُقِّبْتُ بالمُتَنَبِّي لقَوْلي: [من الخفيف]
أنا في أُمَّةٍ تَدَاركها اللـ … ـهُ غَرِيبٌ كَصَالحٍ في ثَمُودِ
أخْبَرَنا أبو هاشِم عبْدُ المُطَّلِب بن الفَضْل بن عَبْد المُطَّلِب الهاشِمِيّ، قال: أخْبَرَنا أبو سَعْد عَبْدُ الكَريم بن مُحمَّد بن مَنْصُور السَّمْعَانيّ، قال: أنشَدَنا عُمَرُ بن مُحمَّد السَّرْخَسيُّ، قال: أنْشدَنا الحسَنُ بن عليّ الحافظُ، قال أنشَدنا الأُسْتَاذ أبو عليّ أحْمَدُ بن مُحَمَّد المَعْرُوف بمَسْكَوَيْه قال: أنشدنا المُتَنَبِّي (٢): [من الطّويل]
ومِنْ نَكَدِ الدُّنْيا على الحُرِّ أنْ يَرَى … عَدُوًّا لَهُ ما مِنْ صَدَاقَتِهِ بُدُّ
قال: قيل للمتَنَبِّي: على مَنْ تَنَبَّأتَ؟ قال: على الشُّعَراءِ، فقيل: لكُلِّ نَبِيّ مُعْجِزَةٌ، فما مُعْجزَتُكَ؟ قال: هذا البيتُ.