وأنْتَ أعَمُّ النَّاسِ طَوْلًا وسُؤْدَدًا … وأطيبَهُم جُرْثُومَة ونِصَابا
وأسْرَعُهُم في النَّائبِاتِ إغَاثةً … وأمْرَعُهُم يَوْمَ العَطَاء جَنَابا
شَهَادَة بَرٍّ لا يُحَابَى بمِثْلِها … إلَّا رُبَّما كان السَّحَابُ يُحَابَى (a)
يقُولُونَ إنَّ المُزْن يَحْكيكَ صَوْبُه … مُجَامَلةً، ها قد شَهدْتَ وغَابَا
وكم أزْمَةٍ عَمَّ البَرِّيَّةَ بُؤْسُها … فهل نابَ فيها عن نداكَ مَنَابَا
هَمَتْ ذَهَبًا فيها يَدَاكَ علَيْهم … وضَنَّتْ (b) يَدَاهُ أنْ تَرُشّ ذهَابَا
ولو كان للأسْيَافِ عَزمُكَ ما نَبَتْ … ولا ناطَ بالخَصْر النِّجادُ قِرَابَا
وما زلتَ تُرْضِي اللَّهَ في نَصْرِ دِيْنهِ … بمَألُكَةٍ تُزْجي الأُسُودَ عِضَابا (c)
إذا طُوِيَتْ كانَتْ وَغًا وقَسَاطلًا … وإنْ نُشِرَتْ كانَتْ ظُبًى وحرَابا
وما حَمَلَتْ غيرَ السُّيُوف رسَالةً … ولا طَلَبَتْ غير الرُّؤُوسِ جَوَابا
قد اخترطَتْ أيْدِي الخِلَافَة منكُم … سُيُوفًا على هَام العِدَاة غِضَابا
ومَنْ يَأتِ (d) عن قَوْسِ السَّعَادَةِ رَاميًا … نُحُورَ أعَاديهِ رَمَى فأصَابَا
دَعَاكَ على شَحْط المَزَار ابنُ صَالِح … فلَم تَرْض إلَّا أنْ تكُون جَوَابا
غَدَا طَالِبًا في ظِلِّ مُلْككَ عِيْشةً … فوَافَاهُ أحْظَى الوَافِدينَ طلَابَا
وكانَ إلى نَيْل السَّلامَةِ سُلَّمًا … أتَى وإلى باب السَّعَادَةِ بَابَا
هو الجَدُّ فليُمْسِ (e) الفَتَى في ظِلَالهِ … فلو أخْطَأ المَجْدُودُ قيلَ: أصَابَا
سَقَى حَلَبًا من جُوْدِ كَفِّكَ مَاطِرٌ … إذا لَم تَصُبْ فيها المَوَاطِرُ صَابَا
سمَوْتَ بها نحو السَّماءِ كأنَّما … ضربْتَ عليها بالنُّجُوم قِبَابا
فإنْ يئسَتْ منها الصُّقُور فطَالما … رَفَعتَ عليها باللِّوَاء عُقَابَا
(a) دمية القصر: محابا.
(b) دمية القصر: وهمت، وفي بعض نسخه ما يوافق المثبت أعلاه.
(c) دمية القصر: غضابا.
(d) دمية القصر: بات.
(e) م: فالتمس.