وأبا عليّ (a) الخُشْنَامِيِّ، وقد كان وَزر لصَاحِب خُوارَزم، ثمّ خَافَهُ فخَرَجَ عن خُوارَزم، وحَجَّ وتَصَدَّق بالحِجَاز بصَدَقَاتٍ كَثِيْرة، ثمّ قَدِمَ دِمشق في سَنَة ثَلاث وخَمْسِين وخَمْسِمائَة، واسْتَوْطَن دُوَيْرَة أبي القَاسِم السُّمَيْسَاطِيّ، وجَدَّد بها الصُّفَّة الغَرْبيَّة، والبِرْكَة الّتي تُقَابلها، وجَدَّد قَنَاتها من مَالهِ، ولَم يأخُذ من الشُّرَكاء (b) في القَناة شيئًا، تَصَدَّق بذلك عليهم لِمَا رَأى من سُوءِ مُشَاركتهم، وقِلَّة إنْصَافهِم فيما يَلْزمهُم. وتَفَقَّد أحْوَال الصُّوْفيَّةِ، ونَظَر في أوْقَافهم، واحْتَاط عليها، وأثَّر فيها أثرًا حَسَنًا.