رِيعُوا لها وهي أعْمَارٌ مُخَلَّدَةٌ … كأنَّني زُرْتُهم منها بآجَالِ
فافتَكَّ بالجُودِ ما في غُلِّ باخلِهم … منها وحَقِّقَ أقْوَالًا بأفْعَالِ
وابْتَزَّ ما لمُلُوك العَصْر من فكري … وللأمَاثِل من مِضْمَارِ أمْثَالي
أرْخَصْتَ وُدِّي لمَنْ يُغْلي مُسَاوَمتي … سَمَاحَةً فأنا المُسْتَرخَصُ (a) الغَالِي
يا مَنْ يُزَار فيُلْفَى عندَهُ كَرَمٌ … بلا حِجَابٍ ومَجْدٌ بالعُلَى حَالِي (b)
تَوَاضُعًا في عُلُوٍّ زَادَهُ شَرَفًا … ما أحْسَنَ الشَّرَفَ الدَّانِيّ من العَالِي
أنْتَ الجَوَادُ الّذي ممَّن يُمَاثلُه … في غُرْبةٍ (c) ومن الآلاءِ في آلِ
ما فَالَ رَأيُ القَوَافي منْكَ في رَجُلٍ … يَرَى (d) نداءَ اسْمهِ ضَرْبًا من الفَالِ
مَنْ كانَ من عَرَبٍ أو كان من عَجَمٍ … فأنْتَ يا سَعْدُ من سَعْدٍ (e) وإقْبَالِ
ولأبي عَبْد الله القَيْسَرَانِيِّ (١) فيه من قَصِيدَةٍ قَرأتُها بخَطِّه: [من التقارب]
هَبُوا أنَّ حَاجِبَهُ حَاجِبٌ … بَدَا في شِعَارِ بَني هَاشِمِ
فمن أينَ صَارَ إلى ثَغْره … بَيَاضٌ [أَتَى من] (f) أبي غَانِمِ
مَوَاهِبُ تَحْسُر عن شَأوِهَا … مَذَاكِي سَنَا البَارِق السَّاجِمِ
تَراقَتْ سُمُوًّا إلى وَاجدٍ … وصَابَتْ حُنُوًّا على عَادِمِ
كفَيْضِ البِحَارِ يُمِدّ الغَمَامَ … ويَنْقَعُ من غُلَّةِ الحَائِمِ
إذا لَاحَ في زَمَنٍ عَابِسٍ … أراكَ ثَنَايَا الثَّنَا البَاسِمِ
محَامِدُ من دُون إعْرَاضهِ … قَطَعْنَ الطّريقَ على الشَّاتِمِ
وقَالُوا السَّمَاحَةُ طَائِيَّةٌ … وكم في خُزَيْمَةَ من حَاتِمِ
يَرُدُّ قِرَاهُ على الطَّارِقيْن … رَأْدَ الضُّحَى في الدُّجَى العَاتِمِ
(a) كذا في الأصل بفتح الخاء، وفي الديوان بكسرها.
(b) الأصل: خال.
(c) ق: غرته.
(d) الديوان: ترى.
(e) الديوان: يمُن.
(f) إضافة من الديوان.