تَطلُّبِه له، ولا يَبْعُدُ أنْ يكُونَ لابن العَدِيْم ديْوانُ شِعْر مَجْمُوع، فلَهُ الكثيرُ من القَصائِدِ الَّتي نَظَمَها في مُناسَباتٍ مُتَعدِّدة، وهي من الكَثْرةِ بحيثُ تُكوِّن دِيْوانًا، إذ أوْرَدَ له، ياقُوتُ ستَ مَقْطُوعاتٍ من بَوَاكِيِر شِعْره (١)، وأوْرَد له ابنْ الشَّعَّار المَوصِليّ ثَمانيةَ قَصائدَ في ثنايا التَّرْجَمَةِ له (٢)، وأوْرَدَ له اليُونِيْنيُّ عدَّةَ مَنْظُوماتٍ (٣)، وله قَصيْدَةٌ مِيْميَّةٌ طَويلةٌ قالَها بعد أنْ رَأى ما حَلَّ بحَلَبَ من الدَّمارِ والخَراب على يَدِ التَّتَار، وأوْرَدَ أبو الفِدَاء وبَدْر العَيْنيّ وابن الوَرديّ أبياتًا منها (٤)، ومَقْطُوعاتٍ من شِعْره أوْرَدها ابنُ شَاكر الكُتْبيّ والصَّفَديّ في تَرْجَمتَيهما له (٥)، وما أَنْشَدَهُ ابنُ العَديم من شِعْرِه لشَرَف الدَّين الدِّمْياطِيّ بَبْغَداد وفي طَرِيقِ عَوْدَتِهم بسَامرَّاءَ (٦)، وأيضًا ما أوْرَدَهُ الزَّرْكَشِيُّ (٧)، والمَقْريزيّ (٨)، وابنُ تَغْري بَرْدي (٩)، وابن العِمَاد الحَنْبَليّ (١٠).
وتَكْشِفُ الأبْياتُ والقَصائدُ الَّتي وَصَلتْنا من قِيْلِه على مَقْدرةٍ كَبيرةٍ في نَظْمِ الشِّعر، وامْتِلاكِ أدَوَاتِه، بنَفَسٍ سَامٍ، وأُسْلُوبٍ سلِسٍ، طَرَقَ فيها مَوْضُوعاتِ الفَخْرِ والغَزَلِ والرِّثاءِ والإخْوانيَّات.