تَرْغبُوا عنهُ، وإيَّاكُم وهذه الأهْوَاءَ؛ فإنَّها تُوقع بينكم العَدَاوَةَ والبَغْضَاء، وعليكم بالأمْر الأوَّل الذي كانوا عليه قَبْل أنْ يتفرَّقُوا، فإنَّا قد قَرأنا القُرْآن قبل أنْ يُقْتَل صَاحِبُهُم - يعني عُثْمان - بخَمسة عَشر سَنَةً. قال عَاصِم: فحدَّثْتُ به الحَسَنَ، فقال: قد نَصَحكَ واللهِ وصَدَقَكَ.
وقال أبو نعَيْم (١): أخْبَرَنا مُحَمَّد بن أحْمَد بن إبْراهيم، فيما أَذِنَ لي، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أَيُّوب، قال: حَدَّثنَا مُسْلِم بن إبْراهيم، قال: حَدَّثَنَا أبو خَلْدَة (a)، قال: سَمِعْتُ أبا العَاليَة يَقُول: إنَّ خَيْر الصَّدَقَة أنْ تُعْطِي بيَمينك وتُخْفيها من شمَالك.
قال (٢): وسَمِعْتُ أبا العَاليَة يَقُول: زَارَني عَبْد الكَريم أبو أُمَيَّة وعليه ثِيَاب صُوْف، فقُلتُ: هذا زِيُّ الرُّهْبَان! إنَّ المُسْلِميْن إذا تَزَاوَرُوا تَجَمَّلُوا.
وقال (٣): حَدَّثَنَا أحْمَد بن جَعْفَر بن مَعْبَد، قال: حَدَّثَنَا أبو بَكْر بن النُّعْمان، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن سَعيد بن سَابِق، قال: حَدَّثَنَا أبو جَعْفَر الرَّازِيّ، عن الرَّبِيْع بن أنَسٍ (b)، عن أبي العَاليَةِ، قال: اعْمل بالطَّاعَةِ، وأَحبّ عليها مَنْ عَمِلَ بها، واجْتَنب المَعْصِيَةَ، وعَادِ عليها مَنْ عَمِلَ بها، فإنْ شَاءَ اللهُ عذَّب أهْل مَعْصِيَته، وإنْ شَاءَ غَفَرَ لهم.
وقال (٤): حَدَّثَنا عَبْدُ الله بن مُحَمَّد (c) بن جَعْفَر، قال: حَدَّثَنا عَبْدُ اللهِ بن مُحَمَّد بن سَوَّار، قال: حَدَّثَنَا العَلَاءُ بن عَمْرو الحَنَفِيّ، قال: حَدَّثَنَا حَفْصُ بن غِيَاثٍ، عن عَاصِم، عن أبي العَاليَةِ، قال: ما أدْري أيّ النِّعْمَتَين أفْضَل، أنْ هَدَاني للإسْلَام، أو عَافَاني من هذه الأهْوَاءِ؟.
(a) حلية الأولياء: أبو خالدة، وجاء صحيحًا عنده في أسانيد أخرى. (b) الحلية: عن الربيع عن أنس. (c) حلية الأولياء: علي.