وَرِث الخَلَائفُ عِلْمَ يَوْم مُصَابه … فلأجْله اتَّخَذُوا الشِّعَار الأسْوَدَا
منها:
يا خَابطَ البَيْدَاءِ يحمي نَوْمَهُ … أرَقٌ فيَرْمِي بالمَطيِّ الفَدْفَدَا
لا تَحْدُوَنَّ اليَعْمَلَات (a) وخَلِّها … تَسْرِي سيُغْنِيها الزَّفِيْر عن الحُدَا
ميْعَاد طَرْفكَ بالبُكَاء مَتَى بَدَا … عَلَمُ الحِجَاز ولَاح مُعْتليًا كُدَا
فهُنَاكَ صِحْ: يا آل هاشِم دَعْوَةً … تُذْكي غَلِيْلًا أسى وتُبكي جلدَا (b)
واقْر السَّلامَ على المَشَاعِر والصَّفَا … واحْبس هُنالك النَّعيِّ (c) مُرَدِّدا
واكْتُم عن الوَفْدِ الحلُولِ مُصَابَهُ … فالقَوْمُ صَرْعَى السّير من بُعْد المَدَا (d)
وَصِل (e) السُّرَى حتَّى تَحُلّ بيَثْرِبٍ … لَيْلًا فعَزِّ بهِ النَّبيِّ مُحَمَّدا
وقُلْ ابن عَمّكَ يَوْمُهُ أدْنَاهُ من … أجلٍ فكُن جار الجِنَان لهُ غَدَا
واعْدِلْ إلى العبَّاسِ عَمِّ المُصْطَفَى … إنْ أنت عَاينْتَ البَقِيْعَ الغَرْقَدَا
وصفِ المُصَابَ وقُلْ فُجعْت بدَوْحَةٍ … نَبَويَّةٍ كادَتْ تَطُول الفَرْقَدا
وتَرَكْت بالزَّوْرَاءِ أهْلَ قيامةٍ … كان النَّعِيْم عليهم قَدْ خُلِدَا
صَلَّى الإلَهُ على قُبور أئمَّةٍ … مُلِئت مع الحِلْم الشَّجَاعَة والنَّدَى
صَبْرًا أَمِيرَ المُؤْمنِيْنَ فلَم تَزَل … في كُلِّ حَادِثَةٍ بصَبْرك يُقْتَدَى
إنَّ السَّماءَ تَكَادُ عندَ مُصَابكُم … تَهْوي وعِقْدُ الشُّهْب أنْ يَتَبدَّدَا
وامْنَح غِيَاثَ الدِّين صَبْرًا منكَ لو … أرْشَدْتَهُ يَوْمًا إليهِ لاهْتَدَى
فهو الضَّعِيْفُ إذا تُلمّ مُلمَّةٌ … بكُمُ وما زال القَوِيَّ تَجَلُّدَا
واسْلَم فلا سعَتِ اللَّيالِي بَعْدَهَا … أبدًا إليْكَ بما يُسَرُّ به العِدَا
(a) الديوان: اليعملان.
(b) الديوان: أسير يبكي جلمدا.
(c) الديوان: للنّعيّ.
(d) الديوان: الحدا.
(e) الديوان: واصِل.