أنشدَنا نَجِيْبُ الدِّين أبو الفَتْح ابن الصَّفَّار، قال: أنشدَنا القَاضِي نَجْم الدِّين أبو عليّ خَلِيل بن عليّ قاضي العَسْكَر لنَفْسِه (١): [من الطويل]
إذا نَابَ خَطْبٌ فاسْتَشِرْ فيهِ صَاحِبًا … وإنْ كُنْتَ ذَا رَأي يشُيْر على الصَّحْب
فإنِّي رَأيْتُ العَيْن تَجْهَلُ نَفْسَها … وتُدْركُ ما قد حَلّ في مَوضِع الشُّهْب
وأنْشَدَني ابنُ الصَّفَّار، قال: أنْشَدَني خَلِيل بن عليّ لنَفْسِه: [من الوافر]
تُوفِّي القَاضِي نَجْم الدِّين أبو عليّ خَلِيل قاضي العَسْكَر فجأةً يَوْم الثّلاثَاء بعد العَمْر سَلْخ صَفَر من سَنَة إحْدَى وأرْبَعين وستمائة، ودُفِنَ ضَحْوَةَ يَوْم الأرْبَعَاء، ووَصَلْتُ إلى عَذْرَاء (٢) لَيْلَة السَّبْت الرَّابِع من شَهْر رَبيع الأوَّل مُتَوَجِّهًا إلى الدِّيَار المِصْرِيَّة في رِسَالَةٍ، فَخَرجَ إليَّ من دِمَشْق مَنْ أخْبَرَني بوَفَاتهِ على الوَجْه المَذْكُور، وأُخْبرتُ بدِمَشْق أنَّهُ في اليَوْم الّذي تُوفِّي فيه كان يُحَدِّثُ بمَوْت جَمَاعَة ممَّن ماتَ فجأةً، فاتَّفقَ أنَّهُ ماتَ فجأة في ذلك اليَوْم، رَحِمَهُ اللَّهُ.
(١) البيتان عبد ياقوت (معجم الأدباء ٤: ١٤٩٦) ونسبهما لعبد اللَّه بن أحمد بن أحمد بن الخشاب. (٢) عذراء: قرية بغوطة دمشق، ينسب المرج إليها. ياقوت: معجم البلدان ٤: ٩١.