فما عَيْشُ مَنْ قد عَاش بَعْدِي بنافِعي … ولا مَوْتُ مَنْ قد مَاتَ يَوْمًا بمُخلدِي
ويُرْوَى:
ولا مَوْت مَنْ قد ماتَ قَبْلي
ثُمَّ قال: رَحِمَ اللهُ أبا سُليْمان، ما عند اللهِ خَيْرٌ له ممَّا كان فيه، ولقد ماتَ فَقِيدًا وعاش حَمِيْدًا، ولكن رَأيتُ الدَّهْر ليسَ بقَابل (a).
أنْبَأنَا أبو اليُمْن زَيْدُ بن الحَسَن، قال: أخْبَرَنا أبو عَبْد الله بن الحَسَن بن البَنَّاء، قال: أخْبَرَنا أبو جَعْفَر بن المُسْلِمَة، قال: أخْبَرَنا أبو طَاهِر المُخَلِّص، قال: أخْبَرَنا أحْمَدُ بن سُلَيمان، قال: حَدَّثَنَا الزُّبَيْر بن بَكَّار، قال: قال مُحَمَّد بن سَلَّام: حَدَّثني أبَانُ بن عُثْمان، قال: لَم تَبْقَ امْرأةٌ من بني المُغِيرَة إلَّا وَضَعَتْ لمَّتها على قَبْر خَالِدٍ، يقُول: حَلَقَت رَأسَها.
قال: وحَدَّثَنَا الزُّبَيْر، قال: قال مُحَمَّد بن سَلَّام: وحَدَّثَني غير وَاحدٍ، قال: سَمِعْتُ يُونُس النَّحْوِيّ يسأل عنهُ غير مَرَّة أن عُمَر بن الخَطَّاب، قال: دَعَ نِسَاءَ بني المُغِيرَة يَبْكين أبا سُليْمان يُرِقْن من دُمُوعهنّ سَجْلًا (١) أو سَجْلَين ما لَم يكُن نَقْعٌ أو لَقْلَقَةٌ.
قال يُونُس: النّفْعُ مَدّ الصَّوْتِ بالنَّحِيْب، واللَّقْلَقَةُ: حَرَكَة اللِّسَانِ نحو الوَلْوَلة.
أخْبَرَنا أبو حَفْص عُمَر بن طَبَرْزَد، فيما أَذِنَ لنَا أنْ نَرْويَهُ عنْهُ، قال: أخْبَرَنا أبو بَكْر مُحَمَّد بن عَبْد البَاقِي الأنْصَاريّ، إجَازَةً إنْ لم يَكُن سَمَاعًا، قال: أخْبَرَنا أبو مُحَمَّد الحَسَنُ بن عليّ الجَوْهَرِيّ، قال: أخْبَرَنا أبو عُمَر الخَزَّاز (b)، قال: أخْبَرَنا
(a) مهملة الأول في الأصل، والمثبت كما في تاريخ ابن عساكر، وفي الجليس الصالح: يقاتل. (b) الأصل: الحزار، وانظر تاريخ ابن عساكر ١٦: ٢٧٦.