ألَا هَلْ إلى حَثِّ المَطَايا إليكُمُ … وشَمّ خُزَامَى حَرْبَنُوشَ سَبِيْلُ
وهَلْ غَفَلَاتُ العَيْش في دَيْر مَرْقُسٍ … تعود وظِلُّ اللَّهْو فيه ظَلِيْلُ
إذا ذَكَرَتْ لذَّاتَها النَّفْسُ عنْدَكُم … تلاقَى عليها زَفْرَةٌ وعَوِيْلُ
بِلادٌ بها أَمْسَى الهَوَى غير أنّني … أَمِيْلُ مع الأقْدَار حيثُ تَمِيْلُ
أنْشَدَنا أبو الفَوَارِس حَمْدَان بن عبد الرَّحيم بن سَعيد بن عبد الرَّحيم، قال: أنْشَدَني وَالدِي أبو المُوَفَّق عبد الرَّحيم بن سَعيد، قال: أنْشَدَني عَمِّي حَمْدَان بن عبدِ الرَّحيم لنَفْسِه (١): [من المنسرح]
دَيْر عُمَان (a) ودَيْر سَابَان هِجْـ … ــنَ غَرَامي وزِدْنَ أشْجَاني
إذا تَذَكَّرتُ فيهما زَمَنًا … قَضَّيْتُهُ في عُرَامِ رَيْعَانِي
يا لهفَ نفسِي ممَّا أُكَابدُهُ … إنْ لَاحَ بَرْقٌ من دَيْرِ حُشْيَان
وإنْ بدَتَ نفحةٌ من الجانب … الغَرْبيّ فاضَتْ عُرُوبُ أجْفَاني
وما سَمِعْتُ الحَمَامَ في فَنَنٍ … إلَّا وخِلْتُ الحَمَامَ فَاجَاني
ما اعْتَضْتُ مُذْ غبْت عنهما بَدَلًا … حاشَى وكلَّا ما الغَدْر من شَانِي
كيفَ سلُوّي أرْضًا نعمْتُ بها … أم كَيْفَ أنْسَى أهْلي وإخْوَاني (b)
لا جِلَّقٌ (c) رقنَ لي مَعَالمُها … ولا أطَّبَتني أنْهَارُ بُطْنَانِ
ولا ازْدَهَتْني في مَنْبج فُرصٌ … راقَتْ لغَيْري من آلِ حَمْدَانِ
يَعْني: أبا فِرَاس بن حَمْدَان، وكان يَتَشوّق مَنَازِله بمَنْبج في شِعْره.
لكن زَمَاني بالجَزْر أذْكَرَني … طِيْبَ زَمَاني بهِ فأبْكَاني
(a) هكذا ضبطه المؤلف - حيثما يرد - بضم العين، وعند ياقوت (معجم البلدان ٣: ٥٣٤) والزبيدي (تاج العروس، مادة: دير): بالفتح.
(b) كتب ابن العديم في الهامش: "في نسخة: وأوطاني".
(c) كتب ابن العديم في الهامش: "في نسخة: حلب".