واعْتَمد على الباب فلم يقدرُوا على فتْحهِ، ودَعَوا بنارٍ ليَحْرقُوه، فلَم يُؤْتَوا بها، حتَّى قيل: قد دخلَتْ خَيْل مروَان المَدِينَةَ، وهَرَبَ إبْراهيمِ بن الوَلِيد، وتغيّب، وأنْهَبَ سُليْمان ما كان قي بيت المَالِ من المالِ، وقسَمَهُ فيمن معه من الجنُود، وخَرَجَ من المَدِينَة. وثَارَ مَنْ فيها من مَوَالِي الوَلِيد بن يزِيد إلى دار عَبْد العَزِيْز بن الحَجَّاج فقَتَلُوهُ، ونَبَشُوا قبرَ يزيد بن الوَلِيدِ، وصَلَبُوه على باب الجابِيَة.
ودَخَل مَروَان دِمَشْق، فنَزَل عالية، وأُتِيَ بالغُلَامَين مَقْتُولَيْن ويُوسُف بن عُمَر، فأمرَ بهم فدُفنُوا، وأُتِيَ بأبي مُحمَّد محمولاً في كُبُوله، فسَلَّمِ عليهِ بالخِلَافَة، ومَروَان يسُلَّم عليه يَوْمئذٍ بالإمرة، فقال له: مَهْ؟! فقال: إنَّهما جَعَلاها لك بَعْدَهُما، وأنشدَهُ شِعْرا قاله الحَكَم في السِّجْن.
قال: وكانا قد بَلَغا، ووُلد لأحدهما وهو الحَكَم، وكان أكبرهمُا، والآخر قد احْتَلَم قبل ذلك بيَسِيْر، فقال: قال الحكَمُ: [من الوافر]