رَبِيْعَةَ أعنِي، إنَّهمْ أهْلُ نَجْدَة … وبأْسٍ إذا لاقَوْا خَمِيْسًا عَرَمْرَما
وقد صبرتْ عَكٌّ ولَخْمٌ وحِمْيَرٌ … ومَذْحجِ (a) حتَّى لَم يُفَارِقْ دَمٌ دَما
ونادَتْ جُذَامٌ كُلُّها: يالَ مَذْحِجٍ [وَيْلَكُمْ] (b) … جَزَى اللهُ شَرًّا أيَّنا كان أَظْلَما
أمَا تتَّقُون اللهَ في حُرُماتِكُمْ … وما قرَّبَ الرَّحمنُ مِنها وعَظَّما
أذقْنَا ابنَ حَرْبٍ طعْنَنا وضِرَابنا … بأسْيَافنا حتَّى تَوَلَّى وأحْجَما
وحتَّى (c) يُنادِى الزِّبْرِقانَ ابن أظْلَم (d) … ونَادَى الكَلَاع يا كُرَيْب وأنْعُمَا (e)
وعَمْرو وسُفْيان وجَهْم ومَالِكٌ وحَوْشَبُ (f) … والرَّاعِي رَبِيْعًا وأظْلَمَا (g)
وكُرْز بن نَبْهانٍ وابْنَا مُخَارِق … وصَبَّاح والقَيْنِيّ عَتِيْكا وأَسْلَما (h)
والمَشْهُور أنَّ هذا الشِّعْر لعليّ بن أبي طَالِب رَضِيَ اللهُ عنهُ (١).
أنْبَأنَا عُمَر بن مُحَمَّد بن طَبَرْزَد، قال: أخْبَرَنا أبو غَالِب أحْمَدُ بن الحَسَن بن البَنَّاء كتابةً، قال: أخْبَرَنا أبو غَالِب بن بِشْرَان إجَازَةً، قال: أخْبَرَنا أبو الحُسَين المَرَاعِيشِيّ، وأبو العَلَاء علىُّ بن عبدِ الرَّحيم الوَاسِطِيّ، قالا: أخْبَرَنا أبو عَبْدِ الله إبْراهيم بن مُحَمَّد بن عَرَفَة نِفْطَوَيْه، قال: وممَّا يُرْوى لعليّ رَحِمَهُ اللهُ: [من الطويل]
لَمن رَايَةٌ سَوْدَاءُ يَخْفِقُ ظِلُّها … إذا قيل قَدِّمْها حُضَيْنٌ تَقَدَّمَا
فيُوردُهَا في الصَّفِّ حتَّى يَرُدّها … حِيَاضَ المَنَايا تَقْطُر المَوْتَ والدَّمَا
جَزى اللهُ قَوْمًا قاتَلُوا في لقائهم … لَدَى المَوْت يَوْمًا ما أعزَّ وأكْرَمَا
(a) وقعة صفين: لمذحج.
(b) ساقطة من الأصل، والتعويض من كتاب وقعة صفين، وفي الفتوح لابن أعثم: ونادت جذام يا أهل كوفين ويحكم.
(c) وقعة صفين: وفرَّ.
(d) وقعة صفين: الزبرقان وظالمًا.
(e) وقعة صفين: ونادى كَلاعًا والكُريبَ وأنْعَما.
(f) وقعة صفين: وعمرًا وسفيانًا وجهمًا ومالكًا.
(g) في الأصل: وظالمًا، وفوقها "صـ"، وكتب المؤلف في الهامش: "صوابه: وأظلما"، وفي كتاب وقعة صفين: والغاوي شريحًا وأظْلَمَا.
(h) وقعة صفين: وصبَّاصًا القينيّ يدعو وأسلما.