وقال: أنْشَدَنا أبو سَعْد السَّمْعَانيّ، قال: أنْشَدَني أبو الفَتْح مُحَمَّد بن عليّ بن مُحمّد النَّطَنْزِيّ، إمْلاءً من حِفْظِه بهَمَذَان، قال: أنْشَدَنا الأُسْتَاذُ أبو إسْمَاعِيْل المُنْشِئ لنَفْسِه من فِلْقِ فيْهِ (١): [من الطويل]
مَلُومكُما فيما يقالُ (a) مُريبُ … وحَالكُما في اللَّائِمينَ عَجِيْبُ
وإنَّ الّذي أَسْرَفْتُما في ملَامِهِ … بهِ من قِرَاع الحَادِثَات نُدُوبُ
فما سَمْعُه للعَاذِلاتِ بفُرْضَةٍ (b) … ولا قَلْبُه للظَّاعِنِيْنَ جَنِيْبُ
إذا ما أتيتُ الغَوْرَ غَوْرَ تِهَامَة … تطَلَّعَ نَحْوي كَاشِحٌ ورَقِيْبُ
يقُولُونَ: مَنْ هذا الغَرِيْبُ، وما لَهُ … وفيم أتَانَا، والغَرِيْبُ مُرِيْبُ
غَدَا في بُيُوتِ الحَيّ ينشُدُ نضْوَهُ … ونحنُ نُرى أنَّ المُضِلَّ كَذُوبُ
وما رَاعَهُم إلَّا شَمَائِل مَاجِدٍ … طَرُوبٍ ألَا إنَّ الكَرِيْم طَرُوبُ
ولو نامَ بعضُ الحَيِّ أو غَابَ لَيْلَةً … لقرَّتْ عُيُون واطْمَأنَّ جُنُوبُ
خَلِيليَّ بالجَرْعَاءَ من أيْمَن الحِمَى … هل الجَزْعُ مَرْهُومُ الرِّيَاض مَصُوبُ
وهل نُطْفَةٌ زَرْقاءُ ينقُشُها الصّبَا … هُنالكَ سِلْسَال المَذَاق شَرُوبُ
فعَهْدِي به والدَّهْرُ أغْيَدُ والهَوَى … بما صِبَاهُ والزَّمانُ قَشِيْبُ
وبالسَّفْح مَوْشيُّ الحَدَائقِ آهِلٌ … وبالجَزْع موْلىُّ الرِّيَاضِ مَصُوبُ (c)
بأبْطَحَ مِعْشَابٍ كأنَّ نسَيمَهُ … ثَنَاءُ لمَجْدِ المُلْكِ فيه نَصِيْبُ
هو الأزْهَرُ الوَضَّاحُ أمَّا مَهَزَّهُ … فلَدْن وأمَّا عُودُهُ فصَلِيْبُ
وقال: أنْشَدَنا أبو سَعْد السَّمْعَانيّ، قال: أنْشَدَنا القَاضِي أبو بَكْر مُحَمَّد بن القَاسِم بن المُظَفَّر الإرْبِلِيّ بالمَوْصِل، قال: أنْشَدَني مُؤيَّد الدِّين أبو إسْمَاعِيْل المُنْشِئ
(a) الديوان: نصيحكما فبما يقول.
(b) الديوان: بعُرضة.
(c) الديوان: غريب.