أنْشَدَنا الفَضْل بن عَقِيل العبَّاسيّ، قال: أنْشَدَنا العَرْقَلَةُ لنَفْسِه (١): [من البسيط]
مِيْلُوا على الدَّار من ذاتِ اللَّمى مِيْلُوا … كَحْلاء ما جَال في أجْفَانِها مِيْلُ
هذا بُكَائي عليها وهى حَاضِرة … لا فَرْسَخٌ بيننا يَوْمًا ولا مِيْلُ
جَارَتْ (a) عليَّ يد السَّاقي ومُقْلَتُهُ … كذاكَ جارَ على هَابِيْل وقَابِيْلُ
أنْ يَحْسُدُوني عليها لا أَلُومَهُم … لكنَّني بزِمَام العَقْل مَعْقُولُ
أنْشَدَنا أبو المحاسِن الهاشميِّ، قال: أنْشَدَنا العَرْقَلَةُ لنفسِه، وكتَبَ بها إلى المُؤيَّد بن السَّدِيْدِ إلى بَغْدَاد يَطْلُبُ منه نِصْفِيَّةً (٢): [من الخفيف]
عَرِّجا بالنَّجِيْب نَجْل (b) السَّدِيْدِ … تلقَيا منهُ بَحْرَ عِلْمٍ وجُوْدِ
ثُمَّ قُولًا له ببَغْدَاد يا مَنْ ظَلَّ … كَهْفًا لقَاصِدٍ وقَصِيْدِ
حَاجَتِي شُقَّة تَشُقُّ على … كُلِّ بَغِيْضٍ من الوَرَى وحَسُودِ
فاجْعَلنْها طَوِيلَةً مثْل قَرْنِي … ولسَانِي لا مثْل قَدِّي وجيْدِي
واجْعَلنْها (c) صَفِيْقَةً مثْل وَجْهي … جَلَّ مَنْ صَاغَ جلْدَهُ من حَدِيْدِ
كي تَرَى (d) في الشَّام شَيْخًا خَلِيْعًا … في قَميْصٍ من العِرَاق جَدِيدِ
قال شَيْخُنا الشَّريفُ أبو المحاسِن: أظُنُّ العَرْقَلَة ماتَ بعد السَّبْعين، يعني: والخَمْسمائة.
(a) الديوان: جاءت، ووقع في رواية الديوان تبديل عجز البيت بالذي يليه.
(b) تذكرة ابن العديم: نسْل.
(c) الديوان والخريدة: فابعثنها.
(d) الديوان: أرَى، وفي تذكرة ابن العديم: يُرَى.