الرَّحْمن، قال: فقال له أبي: أربعُوا على أنْفُسكم، حبَسَ رَجُل عليه لِسَانَهُ، وعَلِمَ ما يقُول، فقال له الرَّجُل: يا أبا عبد الرَّحْمن، بَرحَ الخَفَاءُ، هذه نسَاءُ وَافِد بن سَلَمَة قد نَشَرْن أشْعَارهُنَّ وخرَّقْن ثِيَابَهُنَّ يَنُحْنَ عليه، قال: أَفَعَلُوا؟ قال: نعم قال: {فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}(١).
أخْبَرَنا المُؤْتَمَن أبو القَاسِم بن قُمَيْرَة التَّاجر البَغْدَاديّ، قِراءَةً عليهِ بمَنْزِلي بحَلَب، قال: أخْبَرَتْنا الكَاتِبةُ شُهْدةُ بنت أحْمَد بن الفَرَج البَغْدَاديّة، قالت: أخْبَرَنا النَّقِيْب أبو الفَوَارِس طَرَّاد بن مُحَمَّد الزَّيْنَبِيُّ، قال: أخْبَرَنا أبو الحُسَين (a) بن بِشْرَان، قال: أخْبَرَنا أبو عليّ بن صَفْوَان، قال: حَدَّثَنَا أبو بَكْر عَبْدُ الله بن مُحَمَّد بن أبي الدُّنْيا القُرَشِيّ (٢)، قال: حَدَّثَني عبدُ الرَّحْمن ابن أخي الأصْمَعِيّ، قال: حَدَّثَني عَمِّي، قال: حَدَّثَني أبو عَمْرو بن العَلَاء، قال: هَرَبْتُ من الحَجَّاج، وكُنْتُ باليَمَن على سَطْح يَوْمًا، فسَمِعْتُ قَائلًا يقُول:[من الخفيف]
قال: فخرجْتُ فإذا رَجُل يقُول: ماتَ الحَجَّاجُ، فما أدْرِي بأيّهما كُنْتُ أَشَدَّ فَرَحًا، بفَرْجَةٍ أو بمَوْتِ الحَجَّاج. قال عَمِّي: والفَرْجةُ من الفَرَج، والفُرْجَةُ: فُرْجَةُ الحَائِطِ.
أخْبَرَنا أبو مَنْصُور عبد الرَّحْمن بن مُحَمَّد بن الحَسَن، قال: أخْبَرَنا أبو مُحَمَّد عبد الرَّحْمن بن أبي الحَسَن الكَتَّانِيّ (٣)، قال: أخْبَرَنا سَهْل بن بِشْر الإسْفَرَايِنِيّ،
(a) الأصل: الحُصَين، ولم يُذكر في شيوخ الزينبي سوى أبي الحسين بن بشران. انظر: السمعاني: الأنساب ٦: ٣٧٢. (b) كتب ابن العديم فوقها حرف "صـ" لوقوع تصحيف فيها، والمثبت كما في رسالة ابن أبي الدنيا، والمشهور في رواية البيت: "ربما تجزع النفوس"، وهو بيت شعر ينسب لأمية بن أبي الصلت (ديوانه ١٨٩) ولعبيد بن الأبرص (ديوانه ١٢٨).