مِكْنسَة لنَفْسِه: [من البسيط]
لئن تأخَّرْتُ عن مَفْرُوضِ خِدْمَتِهِ … تَحَشُّمًا فضَمِيْري غيرُ متَّهَمِ
سَعَى إليه ابْتهالي بالدُّعَاءِ لَهُ … والسَّعْيُ بالقَلْب فَوْقَ السَّعي بالقَدَمِ
نَقَلْتُ من خَطِّ عليّ بن مُنْجِب بن سُلَيمان المَعْرُوف بابنِ الصَّيْرَفِيّ، قال: أنْشَدني ابنُ مِكْنسَة في الخَمْر من أبْياتٍ: [من البسيط]
أيَّامَ عُودُكَ مطلُولٌ بوابِلِها … والدَّهْرُ في غَفْلَةٍ من مَسّهَا خَبلُ
تَنْزُو إذا قَرَعَتْها كَفُّ مَازِجِها … كأنَّما نارُها بالماءِ تَشْتَعِلُ
وقَوْله في وَصْف كأسٍ: [من مجزوء الكامل]
وخَضِيْبَةٍ بالرَّاح يَجْـ … ــلُوها عليكَ خَضِيْبُ رَاحِ
ما زَالَ يَقْدَحُ نَارَها … في الكأسِ بالماء القراحِ
ونَقَلْتُ من خَطِّه: وحَدَّثَني ابن مِكْنسَة، قال: حَضَرتُ جنَازَة ابن الطَّائيّ المُقْرِئ فرأيتُ من إعْظَامِ النَّاسِ له وهو مَحْمُول على نَعْشِه ما لم يكُن له منهم في حَيَاته، فقُلْتُ بَدِيْهًا: [من الطويل]
أرَى وَلَدَ الطَّائِيّ أصْبَحَ يَوْمَهُ … تُعَظِّمُهُ الأقْوَامُ أكْثَر من أَمْسِ
وقد كَرَّوه في المَمَاتِ تُرَاهُمُ … يَظُنُّونَ أنَّ الجِسْم أزْكَى من النَّفْسِ
وممَّا وَقَعَ إليَّ من مُسْتَحْسَن شِعْر ابن مِكْنسَة، وأُنْشدتُهُ له، قَوْلهُ، واخْتارها أبو الصَّلْت (١): [من الكامل]
رَقَّتْ (a) مَعَاقِدُ خصْره فكأنَّها … مُشْتَمَّةٌ من عَهْده (b) وتجَلُّدِي
(a) الرسالة المصرية: دقت.
(b) الخريدة: تيهه، الوافي: عقده.