وصِلُوا الأرْحَام، وأطْعِمُوا الطَّعَام، وصَلُّوا باللَّيْل والنَّاسُ نيَام تَدْخُلُوا الجَنَّة بسَلَام.
أنْشَدَنا أبو المحَامِد (a) إسْمَاعيْل بن حَامِد القُوصِيّ، قال: أنْشَدَنا الأَمِيرُ الكبيرُ أبو الطَّاهِر إسْمَاِعيْل بن سَيْف الدَّوْلَة المُبارَك بن مُنْقِذ، قال: أنشَدَني القَاضِي وَجيْهُ الدِّين أبو الحَسَن عليّ بن يَحْيَى بن الذَّرَوِيّ مَدِيْحًا في وَالدِي الأَمِير سَيْف الدَّولَة قَصيْدَتَهُ الذَّاليَّةَ ومَطْلعُها: [من الطويل]
لَكَ اللَّهُ عرِّجْ على رَبْعِهِمْ فَذي … رسُومٌ يفُوح المسْكُ من عَرْفها الشَّذِي
وذا يا كَلِيم الشَّوْق وادٍ مُقَدَّسٌ … لدَى الحُبّ فاخلَعْ ليسَ تَمْشِيهِ مُحْتَذِي
وَقَفْنا فسَلَّمنا على كُلِّ مَنْزِلٍ … نُلَذِّذُ فيه العَين كُلّ تَلَذُّذِ
ولم يُبْكِني إلّا ادّكارٌ مُجَدَّدٌ … لأشْجَان قَلْبٍ بالغَرَامِ مُجَذَّذِ
فيا حُرَقي ذا آخِرُ الدَّمْع فاشْرَبي … ويا سَقَمِي ذي فَضْلَةُ القَلْب فاغْتَذِي
وبي ظَبْيُ أنْسٍ كمَّلَ اللَّهُ حُسْنَهُ … وقال لأفْواهِ الخَلَائِق عَوِّذِي
جَلَا تحت يَاقُوتِ اللّمى ثَغْرَ جَوْهَرٍ … رَطيبٍ (b) وأَبْدَى شَارِبًا من زُمُرُّدِ
وبي عُذّلٌ أُبْدِي التَّشَاغُلَ عنهُمُ … إذا أخَذُوا فيِ عَذْلِهم كُلَّ مَأْخَذِ
يَقُولونَ لي مَنْ ذَا الّذي مُتَّ في الهَوَى … بهِ أسَفًا يا رَبّ لا عَلِمُوا الَّذِي
ورُبَّ أدِيْبٍ لم يَجِدْ في ارْتَحِالهِ … جَوَادًا إذا ما قال هَاتِ يَقُلْ خُذِ
أقولُ له إذ قام (c) يرحَلُ مُسْغَبًا (d) … وسَلّمَهُ طولُ السّقَامِ وقدْ خَذِي
مَبَاركُ عيسِ (e) الوَفْد بَابُ مُبَاركٍ … وهَلْ مُنْقذُ القُصَّاد إلَّا ابنُ مُنْقِذِ
أنشَدَني جَمالُ الدِّين مُحَمَّد بن عليّ بن الصَّابُونِيّ، قال: أنشَدَنا جمال الدِّين إسْماعِيل بن المُبارَك بن مُنْقِذ لنَفْسِه: [من الخفيف]
صارَ دَاءُ الهَوَى لقَلْبي عَادَهْ … فلهذا جَفَاهُ مَنْ كانَ عَادَهْ
(a) في الأصل: أبو حامد، وليست من كُناه التي عددها ابن العديم في ترجمته له، المتقدمة في هذا الجزء.
(b) ساقطة من ب.
(c) ب: قال.
(d) كتب ابن العديم في الهامش: "متعبًا".
(e) ب: عيش.