قال (١): وحَدَّثَني الشَّيْخُ الفَقِيهُ الثِّقَةُ أبو العبَّاس أحْمَد بن مَنْصُور بن مُحَمَّد الغَسَّانِيّ، قال: أرَاني أبو مُحَمَّد عَبْد العَزِيْز بن أحمد الكَتَّانِيّ الصُّوْفيّْ في نصف جُمَادَى الأُوْلَى من سَنَة تِسْعٍ وثَلاثين وأرْبَعِمائة كتاب الإمَام (a) أبي عُثْمان الصَّابُونِيّ إليه، يَذكُر فيه أنَّ كتاب القِرَاض والفَرَائِض من المُوَطَّأ رِوَايَة أبي مُصْعَب الزُّهْرِيّ غير مَسْموعَين له ولا لشَيْخه زَاهِر بن أحمد، وبَقيَّة المُوَطَّأ سَمَاعه من زَاهِر، فليُعْلم الجَمَاعَةَ بذلك ليَعْلَمُوه ولا يَرْوُوا عنهُ من المُوَطَّأ هذين الكتابين، فإنَّهُما غير مَسْمُوعَيْن له ولا لشَيْخِه زَاهِر.
قال الحافِظُ أبو القَاسِمِ (٢): أنْشَدَنا أبَوَا جَعْفَر مُحَمَّد بن الحُسَين بن أبي القَاسِمٍ بن الحُسَين الجالُوسِيِّ، ومُحَمَّد بن الخلَيل بن أبي بَكْر بن أبي جَعْفَر السَّلَّال الطَّبَريَّان بمَرْو، قالا: أنْشَدَنا أبو عليّ نَصْرُ الله بن أحْمَد بن عُثْمان الخُشنَامِيِّ إمْلاءً، قال: أنْشَدَني والدِي لنَفْسِه من قَصِيدَة أنْشَأها في مَدْح شَيْخ الإسْلَام ويُهنِّئه بالقُدُوم من الحجِّ: [من الكامل]
من أَبْرَشَهرَ الآن إذْ هبَّت بها … رِيْحُ السَّعَادَةِ بُكْرةً وأَصِيْلَا
بقُدومٍ مَن أضحَى فَرِيدَ زَمانِهِ … أعْني أبا عُثْمانَ إسْمَاعِيْلَا
فَضْلًا وعَقْلًا واشْتهارَ صيَانةٍ … وعُلوَّ شَأنٍ في الوَرَى وقَبُولا