أيا عَذَباتِ البان مِن أيْمَن الحَمى … سَلَامٌ وهل يُغْني السَّليمَ سَلَامُ
أحِنُّ إلى ذَاكَ الأُثَيْل (a) تشَوُّقًا … ودُونَ التَّدَانِي بَرْزَخٌ وإكاَمُ
وأقلَقُ إنْ ناحَ الحَمَامُ كأنَّما … بقَلْبيَ مِن نوْح الحَمَامِ حِمَامُ
ومنها:
إذا لم أفُزْ منكُم بوَعْد ولم يكُن … لِطَيْفِكُمُ وَهْنًا علَيَّ لِمَامُ
فلا هَبَّ خَفَّاق النُّسِيم غُدَيَّةً … ولا ضُربَتْ بالأبرقَيْن (b) خِيَامُ
وحَدَّثَني قال: كَتَبَ إليَّ ابن التَّابلَان -وكان بعضَ الكُتَّاب بحَلَب حرَسَهَا اللهُ- كُتُبًا لم أجِبْه عنها، فكَتَب يُعَاتِبُني، فكَتَبْتَ إليهِ: [من الكامل]
وردَتْ مُبَرّزهً على أقْرَانها … يدْعُو لسَانَ الشُّكْر عَذْبُ لِسَانِها
فودَدْتُ أنَّ الطِّرْسَ أبْيَضُ مُقْلَتي … والنِّقْس (c) حينَ تُخَطّ من إنسَانِها
ونشَرْتُ نَشْرَ الرَّوْض حين نَشَرتُها … وأجَلْتُ طِرْفَ الطَّرف في مَيْدَانِها
ودَخَلْتُ جنَّةَ عبْقَرٍ من حُسْنِها … يا حبَّذا ما كان من رِضْوَانِها
ورأيتُ أبْكَارَ المَعَانِي حُورَهَا … وفَصَاحَةَ البلَغاءَ من وُلْدَانِها
وخمائلًا بالدُّرِّ أثْمَرَ عُوْدُها … يبدُو عليها ذاكَ من أفْنَانِها
وبَعُدْتُ عن لَثْمي أكُفَّ مُجيْدها … فَمَحَوْتُ بالتَّقْبِيل وَشْي بَنَانِها
فلو اجْتَلَى عَبْدُ الرَّحيمِ جَمَالَها … لأقَرَّ أنَّكَ عَنْدَلِيْبُ زَمَانِها
لم يَأْتِنا فُصَحَاءُ مِصْر بمثْلها … شَرُفَت بها حَلَبٌ على بيْسَانِها
يريدُ بعَبد الرَّحيم القَاضِي الفَاضِل ابن البَيْسَانِيّ.
(a) ب: العذيب.
(b) ب: بالأقين.
(c) ب: والنفس.