ولا أنْكَرتُكُم لسُوءٍ أرَاهُ بكم (a)، ولكنِّي رَجُلٌ حَسَنُ الفِرَاسَةِ في النَّاسِ، جَيِّدُ المَعْرفَة بهم.
قال: فأشَرْتُ له إلى إسْحاقَ بن أبي رِبْعِيّ، فقُلتُ: ما تقُول في هذا؟ فقال: [من الطويل]
أرَى كاتبًا زَهْوُ (b) الكتابةِ بَيّنٌ … عليهِ وتَأدِيْبُ العِرَاق مُنِيْرُ
لهُ حَرَكَاتٌ قد تَشَاهَدْنَ (c) أنَّهُ … عَليمٌ بتَقْسيْطِ الخَرَاج بَصِيْرُ
قال: ونَظَر إلى إسْحاق بن إبْراهيم الرَّافِقِيّ، فقال:
ومظْهر نُسْكٍ ما عليه ضَمِيْرُهُ … يُحِبُّ الهَدَايا، بالرِّجال مَكُورُ
إخَالُ به جُبْنًا وبُخْلًا وشِيْمَةً … تُخَبِّرُ عنهُ أنَّهُ لوَزِيرُ
ثُمَّ نظَرَ إليَّ وأنْشَأ يقُول:
وهذا نَدِيْمٌ للأَمِيْر ومُؤْنِسٌ … يكُونُ له بالقُرْبِ منهُ سُرُورُ
إخَالُكَ (d) للأشْعَارِ والعِلْمِ رَاوِيًا … فبَعْضٌ نَدِيْمٌ مرَّةً وسَمِيرُ
ثُمَّ نَظَر إلى الأَمِير فأنْشَأَ يَقُول:
وهذا الأَمِيرُ المُرْتَجى سَيْبُ كَفِّهِ … فما إن له فيمَنْ رَأَيْتُ نَظِيرُ
عليهِ ردَاءٌ من جَمَالٍ وهَيْبَةٍ … ووَجْهٌ بإدْرَاكِ النَّجَاحِ بَشِيرُ
لقد عُصِمَ الإسْلَامُ منهُ بذي يَدٍ (e) … بها عَاشَ مَعْرُوفٌ وغَابَ (f) نَكيرُ
ألا إنَّما عَبْدُ الإلهِ بنُ طَاهِر … لنا وَالِدٌ بَرٌّ بنا، وأَمِيْرُ
(a) الطبري: فيكم.
(b) الطبري وابن طيفور: داهي.
(c) الطبري وابن طيفور: يُشاهِدن.
(d) الطبري وابن طيفور: إخاله.
(e) الطبري: بدَابدٍ، ابن طيفور: ندى يد.
(f) الطبري وابن طيفور: ومات.